”الكريع“: المملكة تبنت إستراتيجيات ستؤدي لزيادة حجم التمويل للبحوث العلمية
كشفت الدكتورة خولة الكريع، كبيرة علماء أبحاث السرطان استشاري رئيس مركز الأبحاث بمركز الملك فهد الوطني للأورام التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، عن أن حجم الإنفاق الحكومي على البحث العلمي في الدول العربية وفق منظمة اليونسكو يتراوح من 0,1% إلى 0,4%، فيما تنفق الدولة المتقدمة على البحوث العلمية 2,5% إلى 5% من الناتج المحلي.
فيما كشفت دراسة عن أن دعم تمويل البحوث على مستوى المملكة يشكل 0,8% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بحجم متوسط دعم البحوث على مستوى العالم من الناتج المحلي والذي يشكل 2,5%.
وأكدت ”الكريع“، وهي بروفيسور في كلية الطب بجامعة الفيصل، وبروفيسور زائر بمركز دانا فاربر للسرطان بجامعة هارفارد في بوسطن، أن معدل تكلفة الباحث العربي قرابة 34 ألف دولار، ولا يقارن هذا الرقم بما يتقاضاه العالم في الدول المتقدمة، مما جعل هناك عزوفاً في البحث العلمي لدى الدول العربية، وقلة في عدد العلماء والباحثين، وبحسب الإحصاءات فإنه يوجد 500 باحث لكل مليون نسمة في الوطن العربي كمعدل مقابل 5000 باحث لكل مليون نسمة في الدول المتقدمة.
وتناولت الدكتورة الكريع، خلال اللقاء، واقع البحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص الدول العربية، وتحدثت عن عوائق التقدم في البحث العلمي، ومن أهمها: الدعم المادي للبحوث، والتركيز على بناء بنية تحتية قوية تساعده على التطور.
وقالت ”الكريع“: ”يجب أن يكون لدينا نظرة تحليلية في الدول العربية على مستوى الشرق الأوسط للبحوث العلمية، ففي الغرب ينظر للبحوث العملية كاستثمار وتنمية اقتصادية؛ مما دفعهم إلى العمل على رفع مستوى البحوث من خلال الدعم المادي والتدريب عالي الجودة واستقطاب العقول المبدعة من شتى دول العالم للمؤسسات البحثية“، لافتة في الوقت نفسه إلى أن العوائق التي تواجه البحث العلمي أدت إلى نقص في إنتاجية البحوث المنشورة في المجلات العلمية المحكمة.
وذكرت أن الدكتور زويل نشر في كتابه ”عصر العلم“ أن مساهمة الدول العربية في البحوث العلمية العالمية لا يتجاوز 0,0003%؛ مما يساهم فيه المؤسسات البحثية العالمية.
وأشارت إلى أن جامعة الملك عبدالله تحتل المركز الرابع عالمياً بعد مراكز أبحاث إسرائيلية على مستوى تقييم البحوث عالمياً وفق مؤشر ”نيرتش اندكس“ لأعلى 821 مجلة طبية، أما مؤشر ”اس سي أي ماقو“ والذي قيم 2740 جامعة ومركزاً علمياً بحثياً عالمياً، وجد أن 6 دولة عربية فقط دخلت في المنافسة في هذا المؤشر، واحتلت مراكز متأخرة، مؤكدة أن الأطباء هم الأكثر قدرة على القيام بالبحوث العلمية ”البحوث الانتقالية“.
وأوصت الدكتورة الكريع الباحثين بعدم الالتفاف لكلام المحبطين، والتمسك بالتحفيز الذاتي، والحصول على التدريب المتقدم، وعدم التردد في السؤال، والتعلم من الباحثين الخبراء، وأن يكون عملهم موازياً للمعايير العالمية، والابتعاد عن الأنانية، خاصة في البحوث العملية، كما يجب العمل في البحث العملي كفريق متكامل.

















