آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

الحليب بالموز

برير السادة

واحدة من الأخبار المضحكة - المبكية التي أتت بها الصحف قبل أيام هي طلاق رجل لزوجته لأنها تشرب الحليب بالموز كثيرا. خبر من مئات مشابهة تحكي قصة هشاشة العلاقات الأسرية المعاصرة وقابليتها السريعة للكسر والانفصال أن تعرضت لأبسط اختبارات التحمل والصلابة. الحليب بالموز والفراولة مؤشر لنوعية الأسباب البائسة التي تتسبب في انفصال الزوجين والطلاق.

من المهم جدا أن يعي الرجل والمرأة أهمية الأسرة وأنها ليست حالة طارئة على حياتهما بل هي ذات جذور موغلة في النفس البشرية وتكوينها الأول إذا ما قورنت بالمال والوظيفة والجاه وغيرها. الزواج يحتاج لفهم وتفهم الطرفين لطبيعة الآخر وقيمة وثقافته كما يحتاج لمنظومة تربوية تقوم على الصبر والرعاية والتقدير والمشاركة في تحمل الأعباء والأدوار والا كان زواج بنكهة الحليب بالموز سرعان ما ينتهي بالطلاق.

وعليه يجب أن يعرف الطرفين قبل الزواج ماذا يريد وما يتعلق بهذه الإرادة من حقوق، فمن يرغب بالجمال عليه أن يتعلم كيف يتفادى الشك والريبة والوسواس وكيف يزرع الثقة. ومن يختار الوظيفة عليه أن يدرك أن الوظيفة لا تلغي حق المرأة في النفقة والمسكن. وان تدرك المرأة دورها في تقدير النفقة والا تكون الوظيفة مانعا من قيامها بدور الرعاية والاهتمام وتربية الأولاد.

يقدم الدين توصية بهذا الخصوص للمقبلين على الزواج تتلخص في الدين والأخلاق والرشد. قال الحسين بن بشار الواسطي قال كتبت إلى أبي الحسن الرضا إن لي قرابة قد خطب إلي «ابنتي» وفي خلقه شيء فقال لا تزوجه إن كان سيئ الخلق. وقال أبو عبد الله من زوج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها. وعن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليهما السلام قال قيل له إنا نزوج صبياننا وهم صغار قال فقال إذا زوجوا وهم صغار لم يكادوا يتألفون. من هنا فإن مرحلة اختيار الزوج المناسب لكل الطرفين مسألة بالغة الأهمية تلعب دورا كبير في نجاح أو فشل الزواج يجب العناية بها لزواج مستقر