شكراً لك يا وطني
حتى وأنا في السجن؛ لم ينسَ وطني حقي، ولم يتجاهل أبوّتي، ولم يستهن بمشاعري. بل وقف إلى جانب كلّ نبضةٍ فيّ تترقّب اكتمال سعادة ابنتي، في يوم زفافها.
حتى وأنا في السجن؛ منحني وطني الفُسحة الحرّة لأفرح خارج السجن، وأحتفل بأشهى ما ينتظره أب لابنته، ويتمنّاه لفلذة كبده في ليلة عرسها.
إنها أيامٌ، لكنها ليست ككلّ الأيام، تلك التي حين قدّم وطني حقي على حقه، ومنحني جناحين طرتُ بهما من سجن مباحث المنطقة الشرقية، إلى بلدتي الحبيبة العوامية، لأكون بين عائلتي وأحبّتي في يوم فرح ابنتنا.
إنه طريق، لكنه ليس ككلّ الطرق؛ ذلك الذي فرشه وطني لي بين أقصى غرب الدمام، وقلب العوامية، لتتسع عيناي لكل من أحببتُ وما أحببتُ في هذه الأرض الطيبة.
ولطالما أعطاني هذا الوطن، ولطالما منحني، ومنح غيري. وما هذه المنحة التي حظيتُ بها لحضور زفاف ابنتي؛ إلا يدٌ من أيادٍ، وعطاءٌ من أعطيات.
إن ما عشته وعاشته أسرتي وعاشه أبناء بلدتي الطيبة بوجودي بينهم في هذه المناسبة العزيزة جداً؛ كان له أثره الطيب في نفوسنا جميعاً، ولا نملك أمامه إلا إزجاء الشكر والامتنان.
فشكراً لك يا وطني بقدر شكر السنبلة التي أنبتت سبع سنابل. شكراً لمقام خادم الحرمين، شكراً لمقام وليّ العهد، شكراً لكلّ مسؤولٍ مهّد الفرصة لأكون بين أهلي في يوم من أسعد أيام حياتي.
شكراً باسمي، وباسم عائلتي الصغيرة، وباسم عائلتي الكبيرة ”اللباد“ في بلدة العوامية.
حفظ الله وطننا وقيادتنا وشعبنا من كل سوء.