آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 7:26 م

نقتل الحب بالتمييز وننمي الكراهية

كاظم الشبيب

عندما نتصارع فنحن لا نحب، نحن نتكاره. ربما أحببنا بعضنا، ثم اختلفنا، وبتنا متحاربين. يحدث ذلك في علاقات الزواج، علاقات الأخوان، يحدث مع الأقارب والأباعد. لا يعني اختلافنا اليوم استبعاد تقاربنا غداً. ولا يعني تقاربنا اليوم استحالة اختلافنا وصراعنا غداً. يحدث ذلك في علاقات الحب والكره الثنائية أو الجماعية. بين الأحباب وبين الأعداء. لأن العوامل المحركة لمشاعر ومواقف البشر تتداخل فيغلب بعضها بعضاً مما ينتج عنه أن كل الاحتمالات تكون واردة الوقوع.

من صورها، أنني قد أميز نفسي عنك، فأخذ أكثر مما أعطي. أو أميزك بالدونية أو الاستصغار ثم أقلل من مستحقاتك وحقوقك، وربما أظلمك. إن حدث ذلك على مستوى العلاقات الثنائية فحدود دائرة الآثار والأضرار فيها تكون ضيقة، ولكن وقوع ذلك التمييز أو التمايز في علاقات المحبة والكراهية بين أهل الهويات المتنوعة قد تتعدد أضراره وتتوالد مصائبه وتتزايد دوائره. هذا ما يحدث في الصراعات السياسية بعدم التورع في استخدام الهويات فيها، مما يجعل أهل الهويات ضحايا دائمين لتلك المماحكات السياسية التي لا تتوقف، والأدهى استخدام القانون والتشريع القانوني ماكينة لذلك.

على سبيل المثال: ضمن الصراع بين الأحزاب الرئيسية في الهند، المعروفة بالتعايش بين أهل الهويات المتعددة، حيث يعيش الناس فيها كل أنواع التنوع البشري، المحتمل والمتخيل، دينياً ومذهبياً ولغوياً ومادياً وثقافياً، إلا أن التمييز والتمايز في الصراع السياسي يسبب على الدوام ارتباكات لأهل الهويات في الهند.

ففي ديسمبر من عام 2020 نفذت السلطات الهندية أول عملية اعتقال من نوعها بموجب القانون الجديد المناهض لما يلقبه الهندوس ب ”جهاد الحب“. وهو مصطلح يستخدمه بعض الهندوس الذين يتهمون رجال المسلمين بالتغرير بالنساء الهندوسيات من أجل الزواج منهم ومن ثم تحويلهن إلى الإسلام.

وبحسب صحيفة ”نيويورك تايمز“ فإن السلطات الهندية اعتقلت رجلاً يدعى عويس أحمد، اتُهم بالضغط على امرأة هندوسية متزوجة بهدف ترك زوجها واعتناق الإسلام حتى تتمكن من الزواج منه. وتم تنفيذ الاعتقال في ولاية أُتربرديش، الواقعة شمالي الهند، حيث تقدم والد الفتاة بالشكوى، بعد أيام من مصادقة المشرعين على القانون الذي يهدف إلى الحد من الزواج ما بين الأديان المختلفة. وبموجب القانون الجديد، تجرم السلطات التحول القسري من دين إلى دين عن طريق الزواج وتعاقب عليه بالسجن لما يصل إلى 10 سنوات. ووفقا للصحيفة، هذا القانون هو الأحدث ضمن سلسلة إجراءات تعمل على تهميش الأقلية المسلمة في الهند، منذ تولي ناريندا مودي منصب رئيس الوزراء ووصول حزبه القومي الهندوسي إلى السلطة في 2014. [1] 

في هذا المثال صورة لتداخل أمواج المشاعر وتتصارع بين مشاعر الحب والكراهية على كل المستويات، الثنائية والجماعية، بفعل سياسة التمييز والتمايز، ويمكن ملاحظة آثار ذلك عند أهل الهويات التي تمارس التمييز العنصري، القبلي، العلمي، الديني، الطائفي.

في المقطع المرفق إفادة في ذلك: آفة التمييز العنصري، أحمد الشقيري:

قصة مضحكة عن العنصرية بين البيض:

[1]  موقع ناس الأخباري https://www.nasnews.com