آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

‎الاهتمام بحقوق الإنسان

أمير بوخمسين

‎الحديث عن حقوق الإنسان حديث دائم، وقد أضحت اليوم من بين الموضوعات التي تحظى بالاهتمام الكبير، سواء من جانب الباحثين في نطاق العديد من فروع العلوم الاجتماعية، أو من جانب الممارسين للعمل العام على اختلاف مواقعهم.. إنه حديث عن المبادئ والأطر التي تحفظ حياة الإنسان، وتصون كرامته، وتحترم آدميته، وتفتح له الطريق للإبداع الخلاّق، وتدفعه للتقدم إلى الأمام. إنه حديث عن العدالة الاجتماعية التي هي الأساس والضامن لتلك الحقوق، ولا شك في أن حقوق الإنسان تعدّ أحد أهم معايير الرقي والتقدم الاجتماعي، وتتجلى ضرورة تلك الحقوق وأهميتها من خلال موقعيتها بالنسبة إلى حياة الإنسان وكرامته وطاقاته الإبداعية، إذ بإيفائها تطيب له الحياة، وبحرمانه منها أو هدرها تضيق به الأرض، ويمسي مهضوماً مهاناً، وتتكبل طاقات الخلق والإبداع لديه. إن تجريد الإنسان من حقوقه - أو خرقها أو انتهاكها أو هدرها - هو تنكر للكرامة التي كرمّه الله تعالى بها وشرّفها..

‎لماذا الاهتمام المتزايد بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية؟

‎أولا: لأن الفرد أو الإنسان هو المحور الرئيسي في هذا الإعلان وما يشمله من عهود واتفاقيات دولية لحمايته، باعتبار الإنسان هو الذي يقف وراء كل تطور إيجابي يرجى تحقيقه أو الوصول إليه بالنسبة إلى أي مجتمع من المجتمعات. فالفرد متى ما كان حراً يتمتع بكامل حقوقه وحرياته الأساسية أصبح مع بني وطنه قادرا على بناء مجتمع قوي وتنمية مجتمعية شاملة.

‎ثانياً/ نتيجة لهذا التعاظم والاهتمام بحقوق الإنسان محلياً ودولياً، أصبح من اللازم ترجمة ذلك عملياً، حيث بادرت الكثير من الدول باعتماد الكثير من هذه الحقوق في دساتيرها، وقامت بإنشاء الهيئات والجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان، ووقعت على الكثير من الاتفاقيات والعهود الدولية لحماية حقوق الإنسان.

‎ثالثاً/ نظراً لنشوب العديد من النزاعات الداخلية والخارجية والحروب المدمرة، مما أدى إلى تزايد المخاطر المحيطة بالإنسان، لذلك برز الاهتمام بحقوق الإنسان في تعدد صور وتطبيقات مختلفة من قبل عبر ”التدخل الإنساني“ أو التدخل لأغراض إنسانية"، وذلك لتوفير الحماية والأمن لمواطني الدولة المستهدفة أو إحدى الجماعات العرقية فيها.

‎أن هذا الاهتمام المتزايد بحقوق الإنسان، دفع الكثير من المؤلفين والباحثين على اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية إلى تناول هذا الموضوع، ودراسته من جوانب مختلفة مما شكّل رافداً لثقافة حقوق الإنسان.