آخر تحديث: 21 / 12 / 2024م - 5:28 م

سوسن الساذجة!

وسيمة عبيدي * صحيفة اليوم

سأخبركم هذا الأسبوع عن سوسن. سوسن الفتاة الجميلة والساذجة، التي تعمل في قسم الموارد البشرية لإحدى الشركات الكبرى المعروفة بصعوبة الحصول على وظيفة فيها بسبب معاييرها الصعبة، والمعروفة بمرتباتها المرتفعة أيضاً. لقد استطاعت سوسن الحصول على وظيفة في تلك الشركة لأنها تخرجت في جامعة مرموقة وبمعدل عالٍ مع مرتبة شرف أولى. مع أنني لا أعرف سوسن شخصياً لكن ذلك كله كان مذكوراً على صفحتها في الموقع الاحترافي «لنكد إن».

في 1 نوفمبر من السنة الفائتة، انفصلت سوسن عن زوجها، الذي دام زواجها به 3 سنوات فقط، ولم تنجب منه إلا طفلة واحدة. أتذكر أني هنأتها على زواجها عندما تغيرت حالتها من عزباء إلى متزوجة على الفيس بوك ونشَرتْ بعض الصور ليدين تلبسان خواتم الزواج وتمنيات بأن يحفظ الله لها شريك العمر. بعد ذلك أبديت لها أسفي عندما تغيرت حالتها من متزوجة إلى عزباء مرة أخرى، ونشرتْ صورة لامرأة بأجنحة وهي تطير محلقة بعيداً عن قفص من ذهب كتَبتْ فوقها «ليس مقدراً للجميع البقاء في حياتنا».

كم كانت فرحة وهي تنشر بعض السنابات لشقة جديدة في حي راقٍ ستنتقل للعيش فيها هي وطفلتها فقط لكنها اشتكت من عدم وجود حارس للبناية! كيف عرفت مكان الشقة؟ عن طريق الخريطة في سناب شات طبعاً. في اليوم التالي، أخذت متابعيها في جولة مطولة في أفخم وأغلى محلات الأثاث. كانت تبث مباشرة وهي تنتقي قطع الأثاث المكلفة واحدة تلو الأخرى منتهية بدفع مبلغ خيالي. بعدها بعدة أيام نشرت فيديو على الإنستجرام لشقتها مؤثثة وكاملة. أتذكر أني غبطتها قليلاً عند رؤيتي لمكتبها المنزلي المتكامل فقد كانت طاولة المكتب كبيرة، فاتحة اللون وتوافق ذوقي والكرسي عصري ومريح، إضافة لكثير من الأجهزة الحديثة كالحاسب الآلي مع شاشة كبيرة، حاسب محمول وطابعة ملونة بآخر إصدار. لقد استغربت من قرارها السكن لوحدها مع طفلتها بعيداً عن أهلها لكن ذلك شأنها هي.

بعدها بعدة أسابيع قرأت لها منشوراً على ال «لنكد إن» بأن الشركة سترسلها لدورة تدريبية في إدارة الموارد البشرية خارج المنطقة الشرقية لمدة أسبوعين.

في 1 ديسمبر، وضعت على الفيس بوك استفساراً عن طريقة لإبقاء نباتاتها الداخلية حية ومنتعشة في فترة غيابها بدون الحاجة لشخص ليسقيها، وأتذكر أني أخبرتها عن علب بلاستيكية للتقطير البطيء والمستمر تستخدم لسقي النباتات.

في 15 ديسمبر وضعت صورة لها على تويتر وهي في المطار مودعة طفلتها، التي ستبقى مع أبيها خلال فترة الدورة التدريبية.

موظفة في وظيفة مرموقة براتب مرتفع وشكلها معروف لأنها تشارك صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، منفصلة وتعيش لوحدها مع طفلتها في شقتها، التي تحوي أفخم الأثاث والأجهزة، والتي ستتركها لمدة أسبوعين ستكون فيهما خارج المنطقة بالكامل. بعد معرفة كل تلك المعلومات، ماذا برأيكم سيحدث؟

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
BISON
[ المملكة العربية السعودية ]: 17 / 2 / 2022م - 3:14 م
للأسف الشديد هناك الكثيرين لا يحسنون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتجييرها لصالحهم بل على العكس أضحت وسيلة لتسريب المعلومات الشخصية وهتك الخصوصية خصوصاً مع تطور التقنية وتدخل الذكاء الصناعي ،،

فلو بحثت مثلاً عن منتج معين في تطبيق نون فستطاردك إعلانات هذا المنتج في جميع التطبيقات التي تضع إعلانات على جنباتها وفوقها وتحتها ،،

هو كذلك لو وضعت حالتك في انستغرام عزباء مطلقة ارملة منفصلة غير مرتبطة سنقل وفلسفة الأفلام التركية ،، فستكون فريسة للذئاب الضارية ، ونقطة في آخر السطر .

عصف ذهني :
رميت موزة في قفص قرود !!!

طيب ،، وضعت قطعة من الشوكولاتة في وسط جمع من الأولاد !!

بين السذاجة وطيب القلب ـــــ شعرة