آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

صناعة الكراهية

عبد الرزاق الكوي

للكراهية صناعة وثقافة ومخططات تدار من على ايدي متنفذين، وبسبب تلك الروح تعيش البشرية اليوم منعطفات خطيرة وتردي متزايد في حياتها باسباب متعددة اقل ما يقال عنها انها انتهاك لكل القوانين والأعراف، فالانتهاكات متعددة ومتزايدة مما يزيد من شقاء الإنسانية شقاء على انتهاك حقوقها وكرامتها وان تعيش بسلام، كل ذلك في ظل عدم قدرة على ردع مثل تلك الأعمال العدوانية وصناعة الكراهية المتمثلة في سياسات عالمية اخدت على عاتقها جر العالم إلى أزمات متعددة تشعل فتيل الفتن.

فالتراجع الإنساني وبث الكراهية والبعد عن التعامل الاخلاقي والانساني بلغ اوجه عالميا، مع تزايد بث وتهميش والسكوت عن تلك الانتهاكات واعتبار كثير من أبناء هذا العالم لا لزوم لهم ومواطنين من درجة اقل ووجودهم مثل عدمه لا ضرر في جعلهم محل تجارب وساحة للقتال اصبحت سياسة متبعة لا يحدها حدود، يجتاح هذا الخطاب العالم بقيادة قوى عظمى تدعي التقدم والتحضر، تريد ان تكرس هذا الواقع لخدمة لمصالحها، هذا التوجه نتائجه ضعف المجتمعات المعنية والمستهدفة لهذه السياسة واستسلامها لهذا الواقع يؤثر بدرجة كبيرة على امنها والسلم على المستوى العالمي، مما يولد مزيد من التراجع والضعف، في استغلال بشع للقوة والنفوذ، يستخدم فيه كل الأدوات اللا انسانية والملتوية وتأويلات كثيرة تخدمها وسائل الإعلام والدعاية القوية، من اجل ان تصل إلى مبتغاها والهيمنة على مقدرات العالم، وهذا يستلزم ان يصل حال المجتمعات إلى الضعف وتدمير اقتصاده واشغاله بسلسلة حروب ومشاكل وضغوطات، حتى لو استلزم القيام بأعمال شتى الجرائم. أو استخدام ادوات أخرى تخدم مثل هذه المشاريع الماكرة، من استخدام مصادر أخرى للكراهية وهي تنظيمات ارهابية متطرفة باسماء متعددة وغيرها من احزاب تخدم مشاريعهم وتحقق طموحهم في ضرب تجمعات مسالمة لا ترضى لها تلك القوى ان تعيش بسلام.

فالفكر المتطرف رمزا من رموز الكراهية الذي ابتلي بها العالم بشكل عام والعالم الاسلامي بشكل خاص أستخدمت تلك المجموعات الساذجة من طرف تلك القوى العالمية في بث شرورها فقام بالواجب على اكمل وجه في ابشع جرائم تم ارتكابها على مر التاريخ تحت مظلة ودعم القوى العالمية، اسست هذه الثقافة بدعم فتاوي استباحت القتل وزرع الفتن والاحقاد في المجتمعات المسالمة، وهي احد الأسلحة المتعددة على الساحة استخدمت من قبل اعداء الانسانية، فكل مجتمع له ادوات تدميره والضغط عليه، سياسة كانت ولا زالت تفعل مع التقدم المزيف.

هذه السياسة تعمل بكل جهد ومكر على خلق روح القطيعة ونبذ ثقافة الحوار والتسامح، ما يخدم اجندتهم وخلق واقع عدم تقبل الآخر، مما يجعل هذا الواقع من الثوابت في سياسة تلك القوى، ان تصب كل الأفعال في مصلحة قوى خاصة وان يرضخ العالم لهذه السياسات، فكرا لم ولن يتغير بل يزداد شراسة مع التقدم التكنلوجي وبروز قوى عالمية تأخذ مكانة على الساحة الدولية مما يولد ثقافة عدوانية متزايدة في حروب على النفوذ من قبل القوى المهيمنة.

فالكراهية اشتدت حتى داخل تلك الدول وتتمثل في معاملة المهاجرين إلى تلك الدول، زرعوا في قلوب مواطنيهم الخوف من الآخر ليتولد موجة من الكراهية حسب اللون أو العرق أو الديانة، فالاديان حثت على نبذ الكراهية ودعت للتعايش السلمي، لكن الاطماع تعمي العين، فالانسان بطبعة ذو قابلية فطرية للتعايش لكن مجموعة نذرت نفسها للأعمال الشريرة، اصبحت تصنع واقع من الكراهية في كل بقعة من بقاع العالم تبتلى بهذا الداء ويسلط عليه هذا المكر، في بعد تام عن حقوق الإنسان والأمن والسلام، فالعالم الذي يسمى متحضر يستخدم كل طاقاته الاعلامية والمخابرات وغيرها من الوسائل لشيطنة العالم وهو الشيطان بما يفعل من مآسي وحروب مستمرة، في بعد تام عن القيم والاخلاق والمواثيق الدولية الذي تنتهك في كل حين.

المؤسسات الدولية والمحافل العالمية والمنظمات المختصة مطالبة بالتكاتف من اجل ان تقف في وجه هذا الطوفان، لتنعم الانسانية المبتلية بالظلم من العيش بأبسط واقل حقوقها وبأمن وسلام، فرض مزيد من القوانين ودعمها لتطبق على الواقع، المسؤولية على عاتق الجميع من اجل كف الايدي العابثة من أن تتلاعب بالعالم.