فَيْءُ زَوَالٍ
فَيْءُ زَوَالٍ
حَدَّقَ بِعَيْنٍ ثَرَّتْ بِفَيْءِ زَوَالٍ تَمَخَّضَ ألَقَا
مَدَّ يَدًا مِنْ وَسْعِ خيرٍ وَ تَمَتَمَ ثَغْرٌ غَدَقَا
رَشَفَتْ مِنْهُ بِلُقَاحِ وَرْدٍ أزْهَرِيٍ عَلْقَا
وَ بَلسَمَ جُرْحًا نَازِفًا بِجَبْرِ خَاطِرٍ طَرَاهُ رَتْقَا
رَوَتْهُ أرْضٌ بِسُقْيَا مَنْ عَذْبِ مَاءٍ وَ بَذُرَتْ
بِزَهْرٍ فَاحَ وَ اِسْتَشْعَرَتْ أُنُوْفٌ عَبِقَا
طوَّعَتْ لَهُ مَلِكَاتُ الْحُسْنِ بدَّوِيٍّ كأنْهُ
صُبْحُ اسْتَحَثَ الْبذرةَ حَتْىَّ غَدَتْ فَلقَا
جَرَتْ عَلَى يَدِيْهِ جُمُوْحَ عِزٍ دَفَقَا
أصَّلَتْ فِي مَيَادِيْنَ تَلألأت وَنَظَمَتْ ألْوَانَاً وَدْقًا
تَرَنَّمَتْ فِيهِ لُحُونُ الْعُشَّاقِ وانْكَفَأتْ
عَزَائِمُهُمْ وَ زَادْوَ لِكُنْهِ مَطْلَبِهِ رَهَقَا
عَجِزَتْ أعْقَابُ الأمهاتِ أَنْ تُضَاهِي بِمَا
وَهَبَهُ رَبُّ الْخَلَائِقِ لِمُحَمَدٍ خُلِقَا
بِقَسَمِ الرَّحْمَنِ فِي لَوحٍ مَحْفُوظٍ قَدْ ذَكَرَهُ
نفتْ آيةُ الْكتَابِ بأنْ لا يَكَوْنُ لَهُ سَبَقَا
صَاغَ لأهلِ الدُنَا مَطَالِبَ الرَّفَعَةِ
وعَبَّدَ لَهُمْ لِمَسَالِكَ الأخْلَاقِ طُرُقَا