آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 3:29 م

السذاجة في الحب والكراهية

كاظم الشبيب

هل من الممكن أن يقع الإنسان في الحب بسذاجة، أو أن يقع بسذاجة في كراهية الآخرين؟.

نعم يمكن ذلك. هذا ما يزعمه بعض علماء النفس والاجتماع في كتاب السذاجة الذي شارك في كتابته اثنان وثلاثون عالماً من جامعات مختلفة في بلدان عدة.

بالطبع هناك مجموعة من الدوافع التي تفضي إلى أن يحب الواحد منا أو يكره بسذاجة منه. سواءً في الحب الثنائي بين الأفراد، أو في الحب بين الجماعات الإنسانية من أهل الهويات المختلفة. منها: التسليم الأعمى لكل ما نسمع أو نقرأ. الخلط المغلوط بين القضايا الإيمانية والأمور الحياتية بحيث يتم تلبيس كل شاردة وواردة اسم الدين والعقيدة. تحجر العقل بالقناعات المغلقة. غياب مهارات التساؤل وآليات التأمل وأدوات الاستنتاج وروح الإبداع والتوالد في ثقافاتنا وسلوكياتنا.

سوف يتجاوز الواحد منا الدخول في الحب والكراهية بسذاجة إذا كان موفقاً أو محظوظاً، فمن يحب بسذاجة سوف يأتي عليه اليوم الذي يكتشف فيه كم كان ساذجاً. وكذلك من يكره بسذاجة سوف يقر في يوم ما كيف قادته السذاجة لمقاتلة من كان ينبغي محبتهم أو محايدتهم، كما ساق الكتاب الآنف الذكر المثال التالي: ربما تكون السذاجة قد لعبت دورا في انتخاب بعض القادة مثل ترامب، يرى معارضو ترامب أن مؤيديه سذج لأنهم دعموا سياسيا مبتدأ يدعي أنه خبير عالمي في كل شيء تقريبا ولديه نظرة نرجسية لقدراته. بينما يرى مؤيدوه أن منتقديه سذج لأنهم يعتنقون آراء وممارسات تتعلق «بالاستقامة السياسية»، ويتلذذون برفض ترامب بشكل علني وساخر لما يعدونه نفاق النخبة السياسية. [1] 

كما أوضح الفيلسوف النمساوي كارل بوبر «1947»، أن أنظمة الفكر الشمولية مثل الماركسية تُشيَّد بحيث تصبح غير قابلة للدحض، وهكذا يمكن ”للمؤمنين الحقيقيين“ بها تقديم تفسيرات زائفة حول افتقارها للقدرة على التنبؤ بالمستقبل، وتتمتع معظم الأديان بالمناعة نفسها ضد التكذيب والدحض. [2] 

هو رأي ينبغي أن يأخذنا للتأمل كثيراً فيما نؤمن به، والتفكير العميق فيما يؤمن به غيرنا. أي ينبغي التفريق بين الثقافة المقدسة والثقافة غير المقدسة. أي التفريق بين دين الله ودين الناس. بين الحقيقي والمركب. بمعنى آخر، عدم التماهي في الدروب السائدة بلا دليل يتوافق مع الصواب والحقيقة. وربما في المقطع المرفق بعض الفائدة للموضوع: هل أنت ساذج؟

 

[1] [2]  ص 18 و19 بالتوالي من كتاب السذاجة وعلم النفس الاجتماعي، بتصرف.