فوضى التخطيط..!
من منا لا يتوق لمعرفة أسرار النجاح؟ ومن منا لا يشعر بسعادة غامرة عند نجاحه في تحقيق هدف خطط له؟ ولكن البشر مختلفون في جدية الحصول على إرادة قوية ليصل إلى تحقيق أهدافه ومن ثم النجاح في الحصول عليها. كتب باراك أوباما في كتابة ”جرأة الأمل“ The Audacity of Hope ”إن القيم الأميركية تضرب بجذورها في تفاؤل أساسي بالحياة وإيمان بالإرادة الحرة“.
بمعنى الإيمان بأنك تستطيع أن تنجح في حياتك مهما كانت حياتك. ولكن ألا نحتاج إلى التحرر من الأفكار التي قولبتنا والأوهام التي نعيش فيها من أجل أن تنجح حياتنا؟ كثيرون منا لا يحملون منظوراً فلسفياً لبدء حياتهم، أو إعادة بنائها، ولكن باستطاعتهم أن يؤمنوا بأنفسهم وبإرادتهم فعمر الإنسان قصير جداً، لذلك ليس لدينا وقت لنقضيه بالشك والحيرة، ومهما كنت إنساناً مختلفاً ومهما كانت رؤيتك للعالم من حولك فتأكد أنك إنسان فريد، وبإمكانك أن تكون قوة إيجابية في وجه الرتابة والملل، وفي محاولة تقليد الآخرين ومضاهاتهم وجعلهم النقطة المرجعية لحياتنا وسعادتنا، فرحلة الحياة تكمن عظمتها وجمالها في أن نكون نحن على طبيعتنا من دون تزييف فالحياة ليست مسابقة. الواقع أن أول سؤال نطرحه على أنفسنا هو: ماذا نريد؟ وما الذي يزعجنا فعلاً؟ والإجابة عنهما تختلف من شخص إلى آخر وتتطلب وعياً ذاتياً وخبرات، فكل حدث في حياتنا سواء حزين أو سعيد هو بمثابة طريقة جديدة لاكتشاف ذاتنا واكتشاف الحقيقة.
أتذكر مقولة لعالم الميثولوجيا ”جوزيف كامبل“: رحلة البطل لا تنتهي حتى يعود إلى العالم الواقعي ويطبق ما تعلمه. وهذا يكون بفعل التجارب التي نمر بها ووعينا بماذا نريد، فالأسئلة التي نطلقها ما هي إلا امتداد للحياة الداخلية التي نرغب بها. فعندما نرغب بعالم مختلف فلا بد أن نكون نحن مختلفين في داخلنا، فالعالم لا يتغير ونحن لم نغير دواخلنا، فنحن بحاجة أن نعرف ماذا نريد؟ وماذا نعتقد من أجل أن نتحرر من الخوف والفوضى العقلية التي قد تنتابنا؟ فهو محاولة للإبقاء على أفضل الجوانب في حياتنا لنجد أنفسنا ونخطط لحظنا ومستقبلنا.
أن تفهم ذاتك وتعي حدودها هو أمر إيجابي ووقائي من صدمات الحياة وعشوائيتها، لذلك اعرف ماذا تريد، ومن أنت جيداً، حتى تستطيع أن تفوز بنفسك.