محاورة أدبيّة عن ”تذاكر الأحلام“ رواية الأديب السعودي آل زايد
جهات الإخبارية حوار: أ. منال الخويطر - منتدى آفاق العروبة
فائز بجائزة أدبية. منتج لجملة من الروايات. شغوف بالكتابة والنشر. يتطلع لإنتاج المزيد من الكتب. لقاء خاص مع الأديب والروائي السعودي: عبدالعزيز آل زايد، الذي تمكنا من إجراء هذا الحوار معه عن روايته الأخيرة ”تذاكر الأحلام“، فكان السؤال بعد الترحيب.
من الملاحظ أنك لا تستقر في كتبك على دار نشر واحدة، وتتنقل بين مصر والأردن والكويت، فلماذا لا تطبع في دور النشر السعودية؟، هل لديك خصومة معها؟
أنا متأثر منذ طفولتي بقصيدة الشاعر الفلسطيني البارز إبراهيم طوقان «بلاد العرب أوطاني»؛ فالحدود لا تأطرني ولا تقيد معصمي، وجميع الدول العربية لي وطن، وأمنيتي أن يكون لي ألف نفس لأتذوق طعم العيش في جميع أقطارها، وعليه فإنّ جميع دور النشر العربية الجيدة لي هدف، وليس لدي خصومة مع أحد، وقد تعاقدت مع دار نشر سعودية مؤخرًا، فليس كل ما لا نراه يعني الاستحالة.
لقد نشر أن روايتك ”تذاكر الأحلام“ رواية فلسفية، فهل أنت من عشاق الفلسفة؟
الرواية ليست فلسفية إنما هي رواية رومانسية بمذاق فلسفي، فمسراها رومانسي قد تعجب عشاق الرومانسيات مع نكهة فلسفية، باعتبار أن بطل القصة بائع كتب فلسفة ومجنون بارتشافها، فهل أنا من عشاق الفلسفة؟، الفلسفة علم عميق يصعب الإحاطة به فضلًا عن الحكم عليه، ولكن من الممكن أن أقول أني محبّ للأساليب الفلسفية التي تحرك رواكد العقل، كأساليب المناقشة والاستجواب ومناهضة الحجة بالحجة وسوق الحجج المنطقية لإرغام الخصوم.
نراك تتحدث عن التقارب بين الأديان، وقد تمت الإشارة إلى أن روايتك ”تذاكر الأحلام“ تتحدث عن هذا التقارب بين المسيحية والإسلام، ما الغاية التي تصبو إليها في روايتك؟
ليس من طبيعتي أن أكشف عن غاياتي فيما أكتب، وهذا السؤال ينطق بلسان خفير نوايا وشرطي محقق، الرواية شائكة تسعى للتقارب الإنساني بعيدًا عن تضييقها في المثال الذي تعالجه، ربما لا تعجب الرواية طبقة المحافظين تمامًا، فنحن نحترم مختلف الآراء، ولا يعني أن نجير الأدب إلى فضاء القناعات، نعم الغاية من الرواية غاية إنسانية صرفة والأحداث مجرد نموذج.
هل لك أن تخبرنا عن ماذا تتحدث الرواية بالضبط؟، وهل ترى أنك نجحت في كتابتها؟
من الصعب أن يجيب المؤلف عن الشق الثاني، فإن قال نعم وصف بالغرور، وإن قال لا أدين أمام الملأ، وفي تقديري الخاص حين نريد معرفة القارب الجيد من المعطوب نضعه في قاعة امتحان ونختبره بإلقائه في البحر، وقد ألقينا روايتنا في البحر والنتيجة تأخذ من غيرنا، أما عن الرواية فليس من الصحيح حرق الأحداث، وما نستطيع ذكره هو أنها تقع ضمن أربع أركان: «رومانسي وفلسفي، ديني وسياحي»، وقد نشر مؤخرًا بعض الاقتباسات منها قد تكشف شيء من هويتها وهي متوفرة في الأسواق لمن أحبّ مطالعتها.
لماذا اخترت دار كنوز المعرفة لروايتك؟، وهل كان اختيارك صائبًا؟
من الصعب الحكم عن الصواب والخطأ في بواكير الرحلات، ولا نزكي على الله أحدًا، ولكني أعرف جودة الدار، وكان يعنيني أن تكون الدار مصرية أو أردنية، باعتبار أن الرواية تقع أحداثها في هاتين المنطقتين، ووقع الاختيار على الأردن هذه المرة لاعتبارات عدة منها أن الرواية تتحدث عن السياحة الأردنية، وقد تروق للشعب الأردني الذي يعتز بواجهته السياحية التي تستحق الإشادة بالفعل.
ذكرت في طيات الحوار أن الرواية ربما لا تعجب المحافظين، لماذا لاتعجبهم؟، هل هي خادشة أم ماذا؟
لا نميل للكتابة الخادشة، ومن الخطأ التوهم أن الجودة في اختراق التابوهات، قد لا تعجب المحافظين للمناحي الدينية، فكل حزب يرجو أن تصطف الرواية لجناحه، غير أنّ الأولوية في اعتقادنا أن تسير الأمور وفق مصداقية الأحداث على السجية الطبيعية لشخصيات أبطالها دون تدخل خارجي من أحد وإن كان الأحد هذا مؤلف الرواية.
لماذا لا تبوح بكتبك التي ستخرج للنور قريبًا؟، وهل لديك رواية قادمة أخرى تعد بها القراء؟
أعتقد أنني احتاج لحبس الانتاج بعض الوقت، إلا أن لي تجربة قرائية، تفصح أن للقراء تشوق عارم لمطالعة الجديد، نعم نعد القراء بكتب جديدة، وليس بالضرورة أن يكون الكتاب المقبل من صنف الروايات، فالتنوع الكتابي مطلوب، أما عن عدم البوح فإن الجميع يتفق أن كل شيء في وقته جميل.
شكرًا لإتاحة هذه الفرصة وإلى لقاء قريب مع كتاب آخر