آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 7:26 م

قد نحب ونكره بلا قصد!!

كاظم الشبيب

قد يحدث أن نحب بلا قصد أو نكره بلا قصد أيضاً. فمعلومة خاطئة ربما تقودنا لحب فلان من الناس، ومعلومة خاطئة قد تقودنا لكره زيد من الناس. الجهل تارة، وخطاء المعلومة تارة أخرى، كلاهما ربما يجعلانا نحب أو نكره الجماعة الفلانية، بل الأكثر خطورة، ولذات السبب، هو أننا قد نعشق أو نعادي هذه الجماعة أو تلك. بيد أن الأدهى أن تساهم المعلومات الخاطئة على تعود الناس والمجتمعات على محبة أو كراهية هذه الهوية أو تلك.

هنا إليكم المثالين التاليين لتقريب صورة الاشتباهات التي ربما نقع فيها، أو فكرة التضليل التي ربما تحيطنا: 

المثال الأول: في فترات من الزمن تصعد فيه وتيرة الاغترار بالهوية إلى حد تشكيل ثقافة كراهية ضد الآخرين بكل هوياتهم كما حصل عند الألمان، والأخطر كون وقوعه أمر عادي لا يثير الدهشة. ففي ثمانينيات القرن التاسع عشر، أفصح راتزل، العالم الألماني، في مؤلفات جغرافية وإتنولوجية متتالية عن مواقف وآراء عنصرية ذات صلة بما ينبغي أن تكون عليه ألمانيا، كدولة أمة تتكون من العنصر الآري المتفوق على غيره من العناصر العرقية أو السلالية الأخرى. وخرج من تلك المؤلفات بتوصيات تدعو الرايخ الثاني إلى إنشاء أسطول بحري قوي يجاري أساطيل الدول الاستعمارية الأوربية الأخرى. آنذاك، لم تكن الآراء والمواقف العنصرية ذات سمة صدامية أو فضائحية. بمعنى أنها لم تكن مواقف وآراء محرجة أو مستهجنة، ذلك أن العنصرية كانت شيئاً عادياً ومنتشراً في مختلف الأوساط النخبوية وغير النخبوية... لذلك لا غرابة في بروز نشاط لحركة ألمانيا الكبرى، التي دعيت ب ”الجامعة الجرمانية“، الهادفة إلى إقامة الوطن الألماني الكبير، الممتد من الأطلسي حتى البلقان في محيط يغطي دول أوروبا الوسطى وشعوبها، التي يجمعها العرق الآري كأصل سلالي واللغة ذات الأصل الواحد. [1] 

المثال الثاني: تأمل، على سبيل المثال، كيف تغذي الأمية الإحصائية والمعلومات الخاطئة المخاوف الصحية. في التسعينيات من القرن الماضي، أفادت الصحافة البريطانية أن النساء اللواتي يتناولن نوعاً معيناً من حبوب منع الحمل معرضات لزيادة بنسبة 100٪ في الإصابة بالجلطات الدموية التي تعد من عوامل الخطر المؤدية إلى السكتة الدماغية. تسبب هذا في توقف آلاف النساء عن تناول حبوب منع الحمل، مما أدى إلى العديد من حالات الحمل غير المرغوب فيها و13000 عملية إجهاض إضافية «والتي ارتبطت أيضا بزيادة مخاطر تجلط الدم». وجدت دراسة بالفعل زيادة بنسبة 100٪ في معدل خطر التجلط أثناء استخدام

ذلك الدواء - لكن الزيادة في الإصابة الفعلية كانت «فقط» من 1 في 7000 إلى 2 من كل -7000 فقط لا غير» [2] 

فقد تكون القناعات أو المعلومات مُضللة بحيث نحب ونكره ونحسب أننا نُحسن صنعا. في المقطعين المرفقين ايضاحات للفكرة بتوسع: 

التأطير، قصة نظرية تغير مفهوم الأفكار: 

التعرف على المعلومات المضللة: 

[1]  الجيوبوليتيكا، معين حداد، ص 22-24 بتصرف.
[2]  ص152، كتاب السذاجة، بتصرف.