من معجم كورونا: ”الهروب المناعي“ وتوابعه
”انتهت مناعة القطيع - ولتحيا المناعة الفائقة“، وفق جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية [1] . وتواصل الجريدة: ”فلننسى مناعة القطيع“ «herd immunity». هذه العبارة مصطلح يراد به أن يكتسب 75٪ على الأقل من المجتمع الحصانة المكتسبة ضد الفيروس سواءً بالإصابة المباشرة أو أخذ اللقاح المصنع «التطعيم». لا توفر لقاحات Covid-19 ولا الإصابة السابقة به حماية دائمة ضد العدوى بالمتحور Omicron لقدرته على ”الهروب المناعي“ «Immunity Evasion»، والذي يعني أنه يمكن تَعرُّض الأشخاص للعدوى مجددًا، أي يمكن أن تتكرر الإصابة لدى من أصيبوا بالعدوى سابقًا و/أو من تم تطعيمهم[2] . وهذا يجعل من المستحيل على عدد كافٍ من أفراد المجتمع أن يصبح محصنًا لمنع انتشار الفيروس.
لكن هذا ليس مدعاة لليأس. سيعطي ”أوميكرون“ الكثير من الناس ما يسميه العلماء ”المناعة الفائقة“ «Supper Immunity» - حماية أقوى ضد المتغيرات الجديدة وحتى فيروسات كورونا المستقبلية، وستكون الحياة الطبيعية ممكنة حتى مع استمرار انتشار الفيروس وتحولاته. ورغم أن ”المناعة الفائقة“ لن تمنع بالضرورة الأشخاص من الإصابة بالفيروس أو نقله إلى آخرين، إلا أن معظم الأشخاص الذين يصابون بالعدوى، حتى مع وجود متغير أكثر ضراوة، سوف يعانون من أعراض خفيفة أو لا يعانون من أي أعراض.
وهذا ما سيحول أزمة كورونا من جائحة «pandemic» بفيروس كوفيد-19 إلى وباء مستوطن «endemic» مثله مثل فيروس الانفلونزا الموسمي، الذي ينتشر عالميًّا في فصل الشتاء من كل عام. هذا متوقع، لكن ربما البعض يقلق من تحورات فلورونا «flurona»، وهو اندماج تحوري لفيروس الانفلونزا «The Flu» مع كورونا «كوفيد-19» [3] ، وخاصة أنهما ينتميان إلى ”المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة“ «السارس: Severe Acute Respiratory Syndrome». والجدير بالذكر، أن فيروس كوفيد-19 هو الاسم الطبي لـ SARS-COV2.
لكن يقول أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة هارفارد، ديفيد إدواردز، ليس هناك ما يدعو للقلق: ”إن احتمال الإصابة بالفيروسين يشبه تعرض المنزل للسرقة من طرف لصين في اليوم نفسه، مما يعني أن احتمال الإصابة منخفض للغاية“ [4] .