آخر تحديث: 8 / 9 / 2024م - 12:11 ص

«عرب أيدول» يحل المسألة الطائفية

حسن آل جميعان * ميدل ايست أونلاين

كثيرة هي المشاريع التي عمل عليها المهتمون بحل المسألة الطائفية التي عانى منها العرب والمسلمون خاصة في وقتنا هذا الذي وصلت فيه الطائفية إلى أقصى حد من التطرف والكراهية وأغلبها إما يصارع أو في عداد الخيبة جراء تدهور الأوضاع في المنطقة، لكن برنامجاً كـ«عرب أيدول» يستطيع تذويب المسألة الطائفية بكلمات ناعمة تخرج من فم مشارك من المشاركين حتى تكون تلك الطائفية سراباً لا مكان لها، قد أكون مبالغاً في طرحي هذا لكن أليس هذا واقعنا المرير؟

في حالة الصراع والأزمات الطائفية التي تشكلت بسبب سوء الأوضاع السياسية في المنطقة أو بلد ما، تجد كل المشاريع التي تدعو إلى التعايش والتقارب والوحدة كلها تكون تحت رحمة المساءلة والتهكم ليس لسوء تلك المشاريع أو عدم جدواها، لكن لأن الأزمات التي تحصل تهدم ما صنعتها تلك المشاريع في لحظة زمنية بسيطة لأن الهدم أسرع بكثير جداً من البناء الذي قد يستغرق سنوات طويلة من عمر الإنسان باستثناء معاول الهدم التي لا تأخذ وقتاً زمنياً قصيراً حتى يكون كل شيء رماداً مساوياً للأرض.

دعونا نسأل لماذا المشاريع التي تدعو للوحدة والتقارب والتسامح مع بعضنا لا يحالفها النجاح والقبول الاجتماعي؟ لأننا في كثير من تلك المشاريع لا نبحث عن المصالح المشتركة التي تؤصل لمبدأ التلاقي وتقبل الآخر المختلف، بل يسعى كل طرف من الأطراف إلى مصالحه المنفصلة عن الآخر لذلك مشاريع الوحدة والتقارب أو التعايش كما يطيب للبعض في حالة ضياع وشتات لأنها خارج عن التلاقي الإنساني المبدأ والأصل في كل تحركنا وما نسعى لتحقيقه في هذه الحياة.

إضافة لذلك غياب عنصر الثقة بين الطوائف المختلفة فيما بينها مما يؤسس إلى حوار بعيد كل البعد عن الواقعية التي من المفترض أن تتحلى بها الأطراف المجتمعة والابتعاد عن المجاملات بقدر الإمكان حتى يتمكن الجميع من توصيف المشكل «الطائفي» كما هو، لكن ما يحصل مع الأسف حالة بانورامية وكأن ذلك الواقع المرير ليس موجوداً، وإنما الصراع والتنازع الطائفي موجود في عالم الأحلام فقط أو في عالم الأفلام السينمائية، لكن الحال التي نعيشها ليست كذلك بل هي مفخخة بالمشاكل الطائفية التي تلغي كل المشترك الإنساني فيما بيننا، وتؤسس لمبدأ القطيعة وإلغاء كل طرف للآخر الشريك الذي نتقاسم معه جزءاً من هذا الوجود الإنساني أو البشري.

ما تمر به الأمة اليوم من استقطاب طائفي مخيف قد يستغرق مدة من الزمن حتى تتعافى منه المجتمعات الإسلامية والعربية، يتطلب من المهتمين بذل جهد أكبر لكي لتجاوزه، وهذا لا يكون إلا إذا تم تأسيس مشاريع مبنية في الدرجة الأولى على تقبل أننا «بشر» قبل كل شيء وأن تتحلى بالواقعية في الطرح والمعالجة والحلول، وعلى هذا الأساس نرفض كل شيء يدعو للكراهية ونبذ الآخر أياً يكن ذلك الآخر، وتبقى الشراكة الإنسانية هي فوق كل الاعتبارات والقيم لأنها أساس وجودنا في هذا العالم.

حسن علي آل جميعان

كاتب سعودي - تاروت