قِيَمُ مُطلَقةٌ
استحثتْ شمسُ الضحى زوالَ سحبٍ مثقلةٍ بصخبٍ ورعدِ دُونَ ماءٍ وبردِ، ناءتْ بزخمٍ غثٍ وغيمٍ متراكمٍ وبرقٍ ساطعٍ حالَ ضياءهُ الساطعُ ضوءَ الشمسِ إلى بددِ.
صَاغَتْ لهم دَناءةُ نفسٍ مِنْهم صُدُودًا، نحتْ بهم في اتجاهٍ ضيقٍ مُحددِ. حجبتْ عنهم طَوَالعَ حلٍ لاحتْ بأُفقٍ ناهضٍ متجددِ. ضاقَتْ عليِهم رُحبُ فسيحةٌ عُدتْ بكاملِ عُدَّةٍ وعددِ.
وَأَدَتْ ما اِسْتَنْهَضَ لهم مِنْ عقولٍ برفضٍ وإصرارٍ وتمردِ، ستثبّتُ لهم قِيَمُ مُطلقةٌ في يومِ نِكايَةٍ بنارٍ لا تُخمدِ وسيظلُ ما ينفعُ الناسُ ويَكُونَ الباطلُ كالزبدِ، ستطَوَّقهم حينئذٍ ظُلْمَةُ غَمَامَةِ ضيْمٍ غَاشِيَةٍ في اتساعٍ وتمددِ.
لَمْ يثنْهم ما حلَ بإِرَمِ ذاتِ العمادِ مِنْ صددِ، وفِرْعَوْنِ ذي الأوتاد مِنْ كَبَدِ، وثَمُودِ الذينَ جابوا الصخرَ بالوادِ مِنْ وعَدِ.
اشادتْ نفوسٌ آمنتْ ورقتْ مِما فاءَ لهم ربُهم صرُوحَ عزٍ تعانقُ علوًا بسؤددِ، واستطالَ بناءٌ لهم ببأُسٍّ مكينٍ مِنْ الالهِ راسخًا بعَمَدِ.
راقتْ ولانتْ لهم بُسطُ علمٍ مِنْ شاهقٍ عطيةً جزلةً مِنْ ربِ السماءٍ الأوحدِ.
دانَ لهم مَشِاربُ دارِ خُلْدٍ روتْ منها أنفسًا ولهى مِنْ ظمأً وأطفأتْ نارًا لاهبةً لَهِجَتْ بالصلاةِ على محمدِ.