المعرفة كـ ”سلاح“
المعرفة التفصيلية عن المجتمعات هي ساحة عمل حالية وكذلك مستقبلية لاستخدامها ك ”سلاح“ غير عسكري ضمن أدوات المعلومات ولها استخدامات على مستويات أخرى منها الاقتصادي من خلال دراسة السلوك الاستهلاكي للأفراد وكيفية الترويج لهذه السلعة أو تلك البضاعة من خلال تحليل بيانات السلوك البشري والمعلومات المتراكمة عن طريق دراسة أنماط السلوك من خلال المعلومات والبيانات والتحركات المتراكمة المتواجدة في تطبيقات الأجهزة الذكية ومواقع الانترنت التي تطلب السماح بالحصول على تلك البيانات والتفاصيل والتي تجمع تلك البيانات للمستخدمين وتعيد بيعها لمن يدفع لاستخدامها من خلال التحليل الاحصائي ودراستها بواسطة علم الاجتماع.
لقد خرج إلى العالم وحش غير قابل للسيطرة وتجارة جديدة تتعلق خاصة ب“دراسة بيانات البشر وتحليلها”لأعادة توجيهها لمن يدفع أكثر؟ لشركات تجارية تبيع سلع استهلاكية كالسيارات أو أدوات التجميل أو أنواع الاكل…الخ أو أجهزة استخبارات ودول لديها مصالح لصناعة نفوذ من هنا أو إيصال مرشح لموقع رئاسي من هناك أو تدمير بلد من هنالك.
ان "وحش”الذكاء الاصطناعي الموجود بالشركات التقنية العابرة للقارات حاليا اخذت تضرب بقصد وبدون قصد بأسس المجتمعات الغربية التي انطلقت منها وتأثيرات ذلك واضحة على الافراد من حيث العزلة الاجتماعية والتوحد الشخصي والانغلاق على الذات وصناعة فقاعات“عزل”اجتماعي وخلق أوهام“لجمال شخصي”مستحيل الحدوث بالواقع يتم مشاهدته بالواقع الافتراضي، وزيادة مرتفعة بازدياد لحالات انتحار الأطفال والمراهقين وكذلك صناعة مجتمعات بشرية ضخمة افتراضية بمجموعات التواصل الاجتماعي تضم شواذ الفكر وغريبي الاطوار والمرضى الاجتماعيين وأصحاب أفكار الكراهية والقتل على الهوية العرقية أو الدينية، وعلى العالم ان لا ينسى“داعش”و عليه ان لا ينسى قاتل نيوزيلاندا وبثه المباشر لمتابعيه وعليه ان لا ينسى فيديوهات قطع الرقاب، ولا الترويج للتصفية الدينية ضد المسلمين بميانمار.
يمكن بسهولة تجميع شذاذ الافاق بمجموعة واحدة لتمثل كتلة بشرية مركزة ويمكن أيضا ترشيح كتل بشرية محايدة يمكن التأثير عليها الكترونيا بوسائل التواصل الاجتماعي من خلال الدعايات أو توصيات المشاهدة والمتابعة وطلبات الانضمام للمجموعات لتقوية الكتل البشرية ومن هنا يتم الترويج لأفكار أو لمرشحين أو لعادات استهلاكية تخدم حالة تجارية مالية، ومن هنا من يدفع ماليا للشركات التحليلية للبيانات أو الشركات المالكة للبيانات الشخصية هو من يملك السلطة الغير مباشرة ومن يصنع التغيير بالقرار الفردي والتوجه المجتمعي وصناعة جبهات الرأي العام وصناعة تركيز الرأي وأيضا الترويج للدعايات والاخبار المزيفة التضليلية السريعة الانتشار والعاطفية التأثير النفسي.
رأينا تأثير ذلك على انتخاب الرئيس الأمريكي ترامب ورأينا ذلك على نتائج استفتاء الخروج البريطاني من الاتحاد الأوربي وامتد ذلك على انتخابات الدومينكان والفلبين وماليزيا البرازيل وهي دول ليست استعمارية قديمة ولا امبراطوريات سيطرة حديثة.
فاذا كان تأثير وحش التأثير التكنولوجي قد ضرب في عمق اساسيات بلدان السيطرة والتحكم الإمبراطورية العالمية فما بالك بما سيحدثه هذا الاستحمار الجديد المستحدث بنظم ومجتمعات عالمنا العربي من إثر وتأثير وسيطرة وصناعة قناعات جديدة واسقاط قناعات قديمة وصناعة أجيال ”الية التوجيه“ من خلال دراسة قاعدة بياناتها المخزونة عند مؤسسات التطبيقات الحديثة ومواقع الانترنت.