أنثوية أم ذكورية؟!
إن عقل الإنسان، مثل جسمه، يتشكل من خلال تعرضه للهرمونات في رحم الأم، وذلك قد يساعد في تفسير السبب وراء تميز الذكور في القيام ببعض المهام وتميز الإناث في القيام بمهام أخرى، بالرغم من أنه يوجد بالطبع الكثير من الضغوط التي يفرضها المجتمع على الجنسين.
الأنوثة الفاضلة نادرةٌ هي في عصرنا هذا كما هو الحال مع الذكوريّة الفاضلة.
وما بحوزتنا اليوم هو رجلٌ ممسوخ ومرأةٌ مشوَّهة؛ إذ يعانون من شلل في الشخصيّة التنمويّة والموضوعية الطيية ومرضًا روحيًّا.
وقتما نفكّر ونجلبَ ما تمّ في ما بعد الحداثة عن ”الأنوثة“ أو ”الرجولة“، يأتي بحوزتنا ذا:
يدينون بدين التفاهة، والإفراط المادي، والأنانية العصبية والتساهل الذاتيّ، والفردانيّة المؤذية.
هذه هي السمات المميزة للأطفال، وليس الأنوثة أو الرجولة حتّى. وهذا لا يختلف عن النسويات اللواتي يربطن الذكورة بالبغيضة، أو الدمار الوحشي، أو الغطرسة غير الآمنة التي غالبًا ما ينظر إليها في سن المراهقة.
كل من الرذيلة الأنثوية والذكورية هي قوى تنكسية.
والأهم من ذلك، أنها غير متناغمة وغير متوافقة، على عكس التعبيرات الإيجابية التي تدعم الصفات البنَّاءة للآخر وتغذيها والحفاظ عليها.
لقد جعل العالم الحديث ناسنا أنانيين بشدّة تجاه الأشياء التي من المفترض أن تكون ايثارية بطبعاها؛ إذ قابعٌ في المنزل، سلامته الشخصية أهم من كلّ القيم الي تبني الحضارات ونحوها، يختال نفسه بطلًا في عالم باطِل.
يوجد طاقة أنوثة وطاقة ذكورة، وحتى تكون الأنثى متوازنة في الطاقة؛ يجب أن يكون لديها «70%» طاقة أنوثة و«30%» طاقة ذكورة. في حين يكون لدى الرجل المتوازن في الطاقة «70%» طاقة ذكورة و«30%» طاقة أنوثة.
ستُواجه الأنثى العديد من المشكلات إذا كانت طاقة الذكورة لديها مرتفعة، وبالمقابل سيُعاني الرجل كثيراً إذا كانت طاقة الأنوثة لديه مرتفعة.
ستنعدم الخلافات بين الرجل والمرأة، إذا وعى كلّ طرفٍ حقيقة الأمور الكامنة وراءها، واكتشفا سحر طاقة كلٍّ منهما، وعَرِفا كيف يستثمرانها بشكلها الفطري الذي خُلِقت من أجله، وعاشا حالةَ التّقبل الناضج، وكشفا سلبية تأثير المعتقدات والقناعات الموروثة بحق كلٍّ منهما، وأدركا أنّهما شركاء لحياةٍ متوازنةٍ وسعيدةٍ وممتعة.
عندها فقط ستصبح الأنثى أنثى والذكر ذكر بمعني الكلمة.
يكفيكم أن تُربّوا بناتكم بالشكل الصّحيحِ السَّليم على المبادئ والأخلاق التي لا تتجزَّأ، علِّموهنَّ أن يكنَّ سيِّداتُ أَنفسهنّ، حينها لن يُضيركم أن تمنحوا لهنَّ الحريَّةَ في اختياراتهنَّ مع التَّوجيه والنُّصحِ لا الإجبار، أطلقوا لأَحلامهنَّ العنان، وتذَكَّروا أن الرِّفق بهن وصيَّة رسول الرَّحمن. ولا أنسى أن أقدِّمَ برقيَّةَ شكرٍ واحترام لكلِّ رجلٍ يساند الأنثى، ويشدُّ عضُدها. لكلِّ رجلٍ ينصفها ويجعلها تكتشفُ إلى أحلامها سبيلاً، لكلِّ رجلٍ يكون عوناً لها لا عبئاً يثقلُ كاهلها، لكل من يأخذ بيدها ويحترم إنسانيَّتها، وينصرها ظالمةً أو مظلومة.