آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

هل تكون الكراهية بديلاً عن الحب؟

كاظم الشبيب

إذا أخذنا بالمثل اللاتيني القائل: الحب ممزوج بالعسل والمر[1] ، إنما نحن نقترب من الحقيقة. فكل قصة حب ثنائية بين الأفراد، أو جماعية بين أهل الهويات المختلفة، لا بد أن تتخللها عثرات، صدمات، مشاكسات، وما دام اختلاف الامزجة والرغبات والهويات من سمات الفطرة الإنسانية المستمرة، فمن الطبيعي أن تختلف الإرادات والقرارات وأنماط الحياة بين جميع البشر. لذلك لا يمكن أن تمضي سفينة الحب إلا بمواجهة أمواج التعثر المتنوعة. لماذا؟، لأن عواقب البدائل الأخرى ومضارها أكثر من نفعها. 

البديل عن مواجهة عثرات الحب، كرد فعل، هو الانسحاب والانحياز للكراهية بأي نسبة كانت، قليلة أم كثيرة. لذلك، بدلاً من الانسحاب، أو التحول إلى الكراهية، نحتاج أن نتعلم احتواء العثرات وتجاوزها كما تمتص السيارات وقوعها في المطبات وتتجاوزها، وكما تعمل أنظمة الطائرات على امتصاص المطبات الهوائية والاهتزازات المفاجئة وتجاوزها. قد أوجد الله في الإنسان الفرد، وفي الجماعات البشرية، نظاماً قادراً على امتصاص الابتلاءات واحتواء العثرات وتجاوزها. وبالتالي يمكن تجاوز عثرات وصدمات الحب بالحب وأدواته المتنوعة كالتوازن النفسي وآلياته المختلفة كالتسامح والتعاطف. 

وحيث أن الكراهية هي من البدائل المحتملة لصدمات الحب وعثراته، فإن الرادع عن الكراهية على مستوى الأفراد هو التوازن النفسي وحجم التسامح، بينما على مستوى الجماعات وأهل الهويات فإن الرادع، بالإضافة إلى التسامح،  هو وجود قانون يمنع ويُجرم الكراهية. فلو وجدت عبر التاريخ قوانين تمنع وتُجرم الكراهية لما حصل تراكم ووجود ثقافة الكراهية، ولكن كانت هناك دائماً دوافع ومصالح تمنع صدور هكذا قانون، إذ تلاقت المنافع بين بعض من الساسة والمفكرين، ونمت المكاسب بين البعض من رجال المال والساسة ورجال الدين وقد سايرهم في ذلك بعض المفكرين المتلونين. 

وقد تكون العثرات والصدمات مطلوبة أحياناً لمسيرة الحب والمحبين، كما يرى بعض الفلاسفة، بأن الحب بحاجة إلى امتحانات وعثرات ليقوى ويمتن ويكبر، أو كما تقول الحكمة الصينية ”لا يمكن صقل ماسة بدون احتكاك، ولا رجل بدون محاولات“ [2] .

في المقطع المرفق إفادة للموضوع من زاوية مكملة: 

أيهما أفضل لروحك، الحب أم الكراهية؟

كل عام وأنتم بخير بالسنة الميلادية الجديدة

[1]  موقع حكم نت.
[2]  حكم صينية، من موقع مدونة شبايك: www.shabayek.com