آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

عام جديد مجيد

سهام طاهر البوشاجع *

اليوم هو الأول من يناير للعام الميلادي 2022، سنة جديدة وعام ينتظر فيه الخير الكثير، عام أتى من رحم آخر مضى، بولادة متعسرة ملئت بالخوف والحذر والقلق مما انتاب العالم أجمع من شبح ذلك الفيروس المدعو «كوفيد19 ومتحوراته»، حيث احتفلت الناس بمطلعه ليلة البارحة بين واضع للكمامة ومبتعد عن رفيقه وبين ضارب للبروتوكولات عرض الحائط تارك لنفسه الفرح بقدوم أيام جديدة ممني النفس بأن تكون أفضل من سابقتها.

فبعض الدول منعت الاحتفالات في الشوارع واقتصرتها على المقاهي والمطاعم ودور الترفيه، بعد تحقيق احترازات خجولة، وبعضها لم تفعل، وبين ذي وذاك، العالم كله ضج البارحة بصرخات الفرح وهو يستقبل أولى ساعات عام 2022.

يسير جدل بين أواسط الفئات المختلفة من الناس كالمتشددين أو المتطرفين أو العاديين والمنفتحين، بين من يرى أن الاحتفال برأس السنة يعد جريمة لا تغتفر وهو إهانة بحق المسلمين، وحقيقة لا أعرف لماذا أسقط الحكم الشرعي «الحرام» بهذا الاحتفال؟

وبعضهم يخلط ولادة المسيح عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام والتي تسبق عشية رأس السنة بأيام قليلة ويحتفل بها المسيحين بما يسمى «الكريسمس» وبين احتفالات رأس السنة الميلادية الجديدة، وتراه يستنكر التهاني والتبريكات بحجة أن لا يجب الاحتفال بميلاد نبي غير المسلمين متناسٍ أنه نبي أرسله الله تعالى، كما أرسل غيره من الأنبياء، وكيف تحتفل وتفرح بميلاد نبي الله محمد ﷺ، وتستنكر أن تفرح بميلاد نبي الله عيسى ، فكلهم أنبياء الله، إنما جرت العادة لدى المسلمين أن يحتفلون بنبيهم كما جرت العادة أن يحتفل المسيح بنبيهم، ولا يحتفل اليهود بنبيهم بصفة بارزة وعلنية كما يرى ويسمع في العالم أجمع وتنقله وسائل الإعلام عن المسيحيين واحتفالاتهم بالنبي عيسى ، وتقوم بعض القنوات بنقل خجول للاحتفالات بالنبي محمد ﷺ.

إنها عادات فقط وليست شرائع لا يتدخل فيها حكم ولا قانون، فمن أراد الفرح بما هو آت فليفرح ومن أراد خلاف ذلك فله ذلك، البعض سمعتهم يقول: لماذا نحتفل بهذه السنة؟ يعني 2022 فهي تأتي بعد أن تجاوزنا عتبة 2021 عنوة بكل أحداثها المخيفة والمهيبة وأحزانها بفقد أناس كانوا يعيشون معنا بسلام لولا ذلك الفيروس اللعين الذي حل ضيفا ثقيلا وما زال.

وكنا على أمل أن تكون السنة القادمة أفضل من سابقتها إلا أن دلائلها لا تبشر بذلك، فقبل دخولها باتت تتصاعد المخاوف من جديد وبدأت المتحورات لفيروس كورونا تستشري وتظهر وترعد بصوت مرتفع بالوعيد والنذور الغليظة بإصابة حتى المحصنين بجرعات ثلاث.

ويأتي ما يعتقده مثل هؤلاء الناس بخلاف ما تعلمنا إياه الشريعة السمحاء، بأن نتفاءل ونجدد الآمال بالاتكال على الخالق سبحانه وتعالى، ونطبق كل الاحترازات الوقائية ولا ننسى بأن مشيئة الله فوق كل شيء، فقط نتوكل عليه ونتحصن بآياته وبذكر أنبيائه ، وكان هذا رد أحد الإخوة على ما قيل بأنها عتبة ثقيلة تجاوزناها لتأتي عتبة أخرى أثقل منها فلما نحتفل؟

هذا هو المشهد العام المتداول منذ أيام في ساحة مجتمعاتنا، واتس آب، تويتر، فيسبوك، سناب شات، توك توك، صحف، وغيرها، النقاش يحتدم تارة، يضيق ويتسع تارة أخرى، بشأن هذا الموضوع، والجميع يظل يقرأ ويسمع ويناقش ويذهب شخصان أحدهما يحتفل والآخر يغلق بابه ويرخي ستائره وينام باكرا.

كاتبة ومحررة في صحيفة المنيزلة نيوز