آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

رؤية مستقبلية في فكرة تقاعدية

سلمان أحمد الجزيري

قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ

وقال النبي الأكرم ﷺ: «يا علي ساعة في خدمة العيال خير من عبادة ألف سنة».

أعجبتني كثيراً فكرة رجل متقاعد قد لا ينتبه لها الغالبية.. وهي غائبة عن الأذهان سواء كانوا من المتقاعدين أو حتى الموظفين الحاليين.. وهي تدل على رؤية سليمة وعميقة، وتدل على بعد نظرا لديه.. خاصة وأنها تتناسب مع الوضع الإقتصادي والأسري والنفسي والذي يعيش فيه كثير من الشباب وعدد غير قليل من الأسر في تخبطات مالية كبيرة..؟

لا أطيل عليكم حيث أن عزيزنا هذا الرجل المتقاعد من إحدى الشركات الكبيرة.. يقوم بتوزيع جزء من أمواله على أبناءه في حياته الآن بالعدالة الشرعية وهي فكرة لا أظن أنها خطرت على بال الكثير فقد وزع جزء من حقوقه عليهم وكذلك بعض ما يصله من استثماراته التي بدأها قبل تقاعده..!! وهذه أيضا لفتة جميلة تستحق الإشادة والاهتمام؟ بينما نجد الكثير يحاول تنمية رصيده المالي في الوقت نفسه تجد أبناءه في حاجة ماسة لجزء من أمواله..؟

- وأنا أرى لذلك التخطيط عدة أسباب مهمة..

1 - إن الحياة الاقتصادية أصبحت بدون شك صعبة الآن على الجميع.

2 - متطلبات الحياة الكبيرة على الفرد نفسه وهو يستعد لبناء حياته ومستقبله.

3 - توثيق العلاقة الأسرية بين الأب والأم وجميع الأبناء.

4 - التهيئة والاستعداد لتوزيع الورث عليهم قبل حلول الأجل.

5 - نشر ثقافة الوعي المالي في جميع أنحاء المجتمع.

- وفي رأيي هي فكرة رائعة ورؤية ممتازة وتخطيط مهم للمستقبل وبلا شك هو درس رائع يقدم للكثير خاصة الوالدين الذين هم على قيد الحياة ممن يملكون الأموال المكدسة في البنوك والتي لا يستفيد منها حتى الوالدين أنفسهم في حياتهما عدا القليل منهم، ويحرم منها جميع الأبناء.. كذلك قد تشعل فتيل الخلاف بين جميع الأبناء مابعد الوفاة كما نلاحظ الآن مايحصل من القطيعة والاختلاف ما بين الأشقاء والأخوة..؟

- ولا يخفى على أحد ما يحصل في الأموال والورث بشكل عام من خلافات وسوء فهم بعد وفاة الأب مما يؤدي للخصومة؟

إلى درجة أن بعض القضايا بقيت معلقة لأكثر من 20 عام بلا حل والسبب عدم حسم الأب للأمور في أيام حياته وقبل وفاته مما جعل أبناءه يدخلون في صراعات ومشاكل طويلة هم في غنى عنها؟

- لذلك نقول هنيئا لهذا الأب الفاضل على هذه الروح وهذا العطاء والذي يعد بذلك خير أب وخير رب أسرة ومثل هؤلاء نموذج يحتذى في حياتنا الأسرية والمالية على وجه الخصوص والذي نتمنى من الجميع الاستفادة من هذه الأفكار النيرة والتي تصنع تميز واتزان ينعكس على أداء الأسرة مستقبلا ويترك أثره على الفرد والمجتمع.. بكل الحب والوئام.

- وهذا العمل بلا شك من الأعمال التي يحبها الله ورسوله والتي سوف يبارك لهم فيها بالخير والصلاح.

- قال تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ.