بواكيرُ النسائمِ
لاَحَ رَوْنَقُ و تَنَفَّسَ صُبحُ ، ورَقَّتْ مُقلةٌ و تَمتَمَ ثَغْرُ ، و استنزلتْ مُلِمَّةٌ مِنْ بهاءِ عشقٍ .
و درَأتْ كُدْرًا مِنْ ضائقةِ كربٍ . هون ارتحلَ بسموِ نفسٍ ، وتضاءلَ وُزِرٌ مِنْ عظيمِ وقعٍ .
مزاميرُ داوودَ، صحائفُ موسى ، تراتيلُ محمدٍ نسجتْ فيها بخطٍ و عمقٍ.
حَذِقَتْ ألبابٌ بها سنتْ ورقتْ في بهاءِ صفوٍ غايةِ وجدٍ .
زَفَ نغمُ الدارِ ترانيمَ نسائِمٍ اسَتْدرتْ مِنْ فَوْحِ عِطرٍ .
و خدٌ ارتسمتْ فيهِ شغفُ الوالهِ مِنْ نازلةِ دهرٍ .
بَدْءُ أُرْجُوزةٍ غزلتْ مِنْ لاهبةِ عصرٍ ، و تنامتْ بثقلِ هُوّةٍ ورَدَفٍَ مع قلةِ صبرٍ .
تباهتْ زُمَرُ و خفتْ بوحلٍ و تلتْ عُقبها مِنْ سوءِ مُنْقَلًبٍ و عَسرٍ .
تماهتْ سُدُمُ سماءٍ بما حلَ بها مِنْ شَرَرٍ و عَطْبٍ .
غَدَت بعدَ زُخُرُفِها و حُسنِها ترهلُ مما اعتراها مِنْ قُبحٍ و خِزيٍ .
و تأرجحتْ أفئدةٌ لم تفئ من خطبِ هولها من بينَ مدٍ وجزرٍ .
لملمتْ عثراتها دونَ طائلٍ من غيرِ وجلٍ و عذرٍ .
ارتمتْ و اسرجتْ و ألجمتْ في شتاتٍ و وهنٍ .
غيبتْ أَنْفُسٌ تَرَاءتْ لها و افترشَتْ سُباتها بعُشْبٍ و بُسرٍ.
علقَّتْ بوهمِ حبالها مما ذلها في يومِ عسيرةٍ و نكايةِ دهرٍ .
صدعٌ حالَ دُونَ رأبهِ عنادُ تجذر منشئهُ تبنتهُ هامةُ دانيةُ بعارٍ و قُبحٍ .
ترأف البارىءُ بهم و انتشلَ أنفسهم الوعرةِ من رزيةٍ و غيٍ و سُخطٍ.