آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 12:08 ص

الخوف من المجهول

أحمد علي العباس *

الخوف هو العدو الأول للإنسان.. الخوف غريزة الحياة فمن أجل الحياة يجب أن نتحكم في الخوف.

قد لا يخاف الإنسان الواعي من الموت وهو أمر حتمي ولكنه قد يخاف مما بعد الموت قد يخاف مما يعلم ومما لا يعلم الشجاع لا يخاف من الظلام، ولكنه يخاف من المجهول يخاف مما قد يقع في الظلام وما قد يصيبه بعيد عن رؤية نظره عند الهروب في الغابة من حيوان مفترس الذي يدفعك للهروب والنجاة هو الخوف ومن خاف سلم.

لكن الخوف إذا طغى يجعلك قيد الفتك عندما يلحق الحيوان المفترس فريسته غالباً هو يسخر خوف الفريسة لصالحه وتقع الفريسة في مخالبه بسبب الخوف والنظر إلى الوراء وتثبط من سرعتها كلما خافت من انقضاض المفترس عليها بينما المفترس دائماً نظره إلى الأمام على الفريسة. كذلك الإنسان إن سخر الخوف لصالحه سلم.

الطالب أن خاف من مادة معينه فليسخر الخوف لصالحه قبل الاختبارات ويقرر هزيمة الخوف ويكرس جهده للعمل والمذاكرة بنظام وعند الامتحان يترك كل شيء وراءه ويدخل بثقة في النفس ويوكل الأمر إلى الله أما إن غلبه الخوف فحتى لو كان مذاكراً تمام المذاكرة فسيغلبه خوفه وقد ينسى ما استذكره.

لاعب الكرة إن خاف من استلام الكرة فلن يستلمها جيداً وسيضيع الفرصة على فريقه ويضيع الهدف، وفي السباحة كما أخبرني مدرب خبير بأن أكبر عامل للغرق هو الخوف لكن لو تمالك الغريق نفسه ورفع رأسه للسماء فبحركاته البسيطة وبثقة بالنفس قد تقوده إلى شاطئ النجاة.

المريض إن غلبه الخوف من المرض سيكون عرضة للخوف المدمر الذي يدمر النفسية وهو حابس لقوة المناعة ويحبس المريض في ظلمات الوهم فعليه أن يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب والمشافي والمعافي رب العالمين ويتيقن أن أمر الله كله خير في الصحة وفي المرض وفي أحسن الأحوال وفي أسوئها.

التائه في الصحراء يصيبه الخوف المدمر إلى نوبة الهلع وحالة الذعر فيرتفع عنده الضغط وتزداد ضربات القلب بشكل متسارع قد تمنعه من التفكير السليم بالنجاة فكل ما عليه هو الإيمان بالله والاسترخاء وأخذ نفس عميق ويعمل على سبيل النجاة والله سبحانه في الوجود لا ينسى عباده.

الموظف إذا خاف من المدير المستبد سيدمره إذا كان طاغياً فليس هناك شيء يخسره الإنسان في الدنيا أعز من كرامته فلا تظن بأن الخوف سينجيك من الطاغية بل ستجعله يستفرد بك، ثق بنفسك وبإتقان عملك فهكذا تكون الحياة بتسخير غريزة الخوف في فن البقاء.

وكما قال الإمام علي : «إذا هبتَ أمراً، فَقَعْ فيه؛ فإنّ شدّة توقّيه أعظمُ مما تخافُ منه»..

الخوف غريزة فطرية وإنسانية لكن على الإنسان ان يسخرها لصالحه فإن سخرها نجا وإن استسلم لها غلبته وقادته إلى حيث لا يريد أن يكون.

صفوى