فَواصِلُ عائِمةٌ
تناثرَ مَزجُ فِكَرٍ عَلَى شوَاهِدَ مِنْ زمنِ وَقْعِ أنَّاتٍ، زفّها صَفْحاتٌ تنَهِلُ مِنْ ذِّكْرِياتٍ. تلَقِفَتها بشَغْفٍ وحنَّتْ لها أَفْئِدَةٌ اِسْتَهْوَاها حَنِينُ ماضٍ مِنْ أُمْسِيَاتٍ.
أَلْهَتها بزَخمِ رُّكامِ نَوائبُ ارختْ عليها بطمَسِ مَرَامِي طَرَاوَةِ هَائِماتٍ ناعماتٍ، شَرَفَتْ مِنْ ذوْدِ صهلٍ في رُّبَّى ميدانِ سبْقٍ صَالَها وَابِلٌ مِنْ شَطْحاتٍ.
زانَها غُدْوَةُ نضجٍ مِنْ نَاعِسٍ هَالَهُ ما ضمهُ ألْقُها الحاني من سبكِ نغماتٍ، درَأ عنها وَجَلاً حفها من فرطِ هُيَامُهِ بها استجلبَ مُزنًا من ماءٍ مُثقلاتٍ.
طبتْ وربتْ وارتوتْ من فيضِ ما غاثها منها دَرَاريّ وروابي بثمارٍ زاخراتٍ، بهذا تستنهضُ مكامنَ أنفسٍ ولهى من معانٍ بحقٍ ناطقاتٍ.
رفدتْ منها بجداولَ من ماءٍ استلذتْ برشفهِ رواقُ تربةٍ من سنابلِ خير زاهياتٍ، أصلتْ لها ما شدَ قوامها واستقامتْ برشدٍ من غَدَقِ أحمدٍ وما تلاهُ من بيناتٍ واضحاتٍ.
قفت وغفت تنوء مما نالها وترقبُ ودًا من شريطِ ذكرياتٍ عائماتٍ، نحتْ بما حوتهُ من طيبِ شمائلٍ خلدتْ مِنْ فيضِ عطايا ونعمٍ سابغاتٍ.