آخر تحديث: 26 / 12 / 2024م - 1:42 م

مشاعل لن تنطفىء

جمال حسن المطوع

هُناك أُناس رائِعون، بِغِيابِهم عن هذه الحياة تركوا فراغاً كبيراً لا يُعوض وذلك عائِد لِما أوجدوه مِن حِراك ونشَاط جَهدوي ترك بصماتٍ لا تُمحَى على أكثر من صَعيد سواءاً دينيا، إجتماعيا أو أخلاقيا، وهي غَرَسَاتُ إيمانية ثابته لا تُزَعْزِع لأنها نابِعة مِن ضميرٍ حي هَمَهُ نَشر التوعية المُجتمعية والفَضِيلة الأخلاقية والقِيم الدِينية الأصيلة.

ثُلَةُ مؤمِنة حققوا شَعبية عريضة في أطروحاتِهم المُمَيزة وغَدَوا مشاعِل نَيرة تُضِيء الطريق للباحِثِين عن الطهارة النَفسية والأخلاق السامية مِن منبع تَفُوضُ به المُكْرَمَات والخِصال الحَميدة مِن نَهْجٍ عالٍ لاغِنى عنه والمُتَمَثِل في السِيرة النَبوية والعِترة الطَاهِرة صلوات الله عليهم أجمعين.

هُم الرُمُوز الخَالِدة التي أقتدى بِها هؤلاء الراحِلون عن دُنياهم الفانية في حياتِهم ومسيرَتِهم فقد بَزَغَت مِن بين هؤلاء تلك السَيدة الفاضِلة أم هادي

«منى أحمد كاظم الخليفة» عليها مِن الله سُبحانه وتعالى شبائِب الرَحمة والمَغفِرة والرِضوان، تِلك المرأة التي قامَت بِمَجهودات جَبارة في خِدمة مُجتمَعها النِسائي على أكمل وجه، سَعَت مِن خِلاله إلى تَثبِيت دَعائم الدين ومحبة أهل البيت .

واتَخَذَت مِن الحَركَة الحُسَينِية المُبارَكة شِعاراً لها تَنطِلق مِنه إلى آفاق واسِعة مِن الجُهد المُضاعف في رِبَاطٍ إيماني يكون سداً في وجه تَفَكُك المُجتمع ولَمْ شَملُه وتقوية أواصِر العلاقات وتفادي المَشاكِل العائلية.

كانت لا تَذَخِر وِسعاً في التَوجيه والإرشاد الديني والسُمو الأخلاقي، بِهذا كَسَبَت أرضية واسِعة وحُضور لافِت مِن المُؤمِنات المُتابِعات لكل برامجها دينية كانت أو إجتماعية، زَرَعَت بينها وبينَّهن الثِقة المُتَبادَلة والتوجيه المعنوي والديني، وما هذا الحَشدُ الضَخِم من المُؤمنين والمؤمِنات في تشييع جنازتها إلا دليلاً واضِحاً على الحُب والمَودَة مِن هذه الحُشود التي شاركت بِفَعالِية منقطعة النظير.

وصَدَقَ من قال مِن نِسائِنا الفاضِلات عِندما وصفتها بعض مِنهُن إنها مَلاكُ طاهِر نزل من السماء على مدينتنا الحَبِيبة، وهذا ليس بَغريب على مدينة سيهات احتِوائها مِثل هذه النمادج المِعطَاءة فهي ولادة بِالنفَائِس الَثمينة الإنسانية دائماً وأبداً، فالتاريخ يشهد بذلك، فهُناك نَماذج غَصَت وتَغُص بِها هذه المدينة مِنذ نشأتها وحتى وقتنا الحاضر..... خُلاصة القول أن هذه المَرحُومة الفَاضِلة سيظل تُراثَها على صَفَحَات الزَمن تَتَنَاقَلهُ الأجيال جيلاً بَعد جِيل.