الفقيه المتميز
الفقيه المتميز
باقرَ الصَّدرِ يا مثالَ التَّفاني
حارَ لُبِّي بسحرِكَ الفتَّانِ
إنَّ قلبي يضيءُ في سر ذكرى
يا فقيهًا مسلَّمًا نوراني
زاهدًا باذلًا لكَ العدلُ نعتٌ
يا تقيًا ثَقُلْتَ في الميزانِ
حاملًا بالسّموِّ أنقى فؤادٍ
يا بهيًا علا على الألوانِ
لوحةً تزدهي جمالًا دوامًا
تبدعُ الرَّسمَ ريشةُ الفنَّانِ
نِعْمَ طيرٌ محلِّقٌ للعوالي
نغمةً بتَّ عذبةَ الألحانِ
عزفَ حكمٍ صنعتَ منْ قول طهَ
والوصيِّينَ منْ بني عدنانِ
وهْوَ إرثٌ يلوحُ في كلِّ عصرٍ
لؤلؤٌ في محارِهِ المُزْدانِ
في رواياتِهمْ كنوزٌ بنهرٍ
منْ يواقيتَ إي ومنْ مرجانِ
تبعثُ الفكرَ وسْطَ وادي السَّلامِ
داعيًا هاديًا بني الإنسانِ
قبلةً للأنامِ نبعًا غزيرًا
نافعًا للورى ذوي الإيمانِ
أنتَ مهوى النُّجومِ رمزٌ مُشِّعٌ
مَعْلَمٌ رغْمَ حاسدٍ عدواني
واسعَ الأُفْقِ عارفًا حيدريًا
ما لكمْ في الورى شبيهٌ يداني
مَجمعًا للرؤى حديثَ النَّوادي
قدْ تخطَّيتَ عالمَ الإمكانِ
لستُ أدري بأيِّ فيضٍ حللتُمْ
مُشْكِلَ المعضلاتِ بالوجدانِ
كمْ مبانٍ حديثةٍ شيَّدتْها
نظرةٌ قدْ خفتْ على الأعيانِ
جوهرُ اللفظِ دقَّةٌ في المعاني
مُتقن السَّبكِ محكم الأركانِ
كتْبكُمْ قدْ حَوَتْ إشاراتِ لطفٍ
عُدَّ أسرارُها روا الظمآنِ
في تآليفِكُمْ تغنَّتْ حياةٌ
صِغْتَ نظمًا ومنهجًا عقلاني
بالتَّعابيرِ رحتَ تسمو نتاجًا
واضحًا بيِّنًا لدى الأذهانِ
في أعاجيبِكمْ عطاءٌ وفيرٌ
بالغٌ للقَصِيِّ قبلَ الدَّاني
منْ عيونِ الغريِّ تُنمي علومًا
ليس يرقى إليكَ فردٌ ثاني
جلُّ آرائِكمْ فريدٌ بديعٌ
نهضةٌ معرفيَّةٌ للآنِ
صرتَ نبضًا لأمَّةٍ قدْ تهاوتْ
هازئًا بالسِّنين والأزمانِ
جزْتَ بحرًا وغِصْتَ غورًا عميقًا
بينما فُلْكُهمْ على الشُّطْآنِ
هاهنا حدُّهمْ ومرساكَ أضحى
عندَ أوتادِ عالَمِ العِرفانِ
كنتَ حصنَ الحديثِ والقرآنِ
حزتَ كشفًا بساطعِ البرهانِ
فيلسوفًا وقطبَ بحثٍ غنيٍ
عالمًا عاملًا بلا إعلانِ
يا شهيدًا دنوتَ للدَّيَّانِ
ذقتَ طعمَ الجراحِ والخذْلانِ
ساعيًا للهدى بإقدامِ صقرٍ
رمتَ في السَّيرِ حبوةَ الرَّحمنِ
عِشْ خلودًا عليكَ منَّا التَّحايا
مفخرًا لنْ يؤولَ للنسيانِ
فزتَ دنيًا وفزتَ أخرى بقدسٍ
حيثُ مثواكَ جنَّةُ الرّضوانِ
لا بكونٍ نجحتَ بلْ أكوانِ
درَّةَ الرُّوحِ قرَّتِ العينانِ
في سجاياكَ تاهَ مني مدادي
صدرَ عزٍ مطابقَ العنوانِ
