آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

احتفلوا بيوم العربية يا عرب، ولكن…

الدكتور أحمد فتح الله *

يوم اللغة ويوم الأم ويوم الأرض وباقي أيام القضايا والهموم الإنسانية ضرورة لنشر الوعي والثقافة حول القضية، وتذكيرٌ بأزمتها والبحث عن وسائل لحل مشكلتها وتطويرها للأفضل والأحسن، ولتعديل سلوكنا للتعامل معها.

ولكل أمر وقضية متخصصون بعلم ومنهجية، فخذوا المعرفة منهم لقراركم الصحيح والسلوك الأمثل، بعيدًا عن العاطفة المكبلة والعصبية الضارة بأساطيرها المخذرة.

نعم… اللغة العربية المعاصرة لا تنقدها احتفالية ”كرنفالية“ مبالغ فيها، خوفي أن تتحول عيدًا استعراضيًّا ببهرجة لا تهم ”المريضة المعنية“، إنما المحتفلين بها فقط، بما يشعر أنها أقرب لمقاربة ”تكفيريَّة“ عن التقصير أو العجز الفعلي «أو المفروض أو الموحى غربيًّا» عن العلاج الحقيقي، وهو دخول العرب في التاريخ الذي خرجوا منه «كجماعة وليس كأفراد». وحين يفعلون، وفقط حين يفعلون، الحضارة ”تغرد عربي“ و”تُقَوقِل“ مع الألسن الأخرى، بما يتناسب مع حجم أهلها الكمي والكيفي.

وعندي أمل وثقة في تحققه على يد المخلصين بوعيّ. فلنا في تاريخنا العربي عبرة كما لنا في التجربة الصينية المعاصرة، على سبيل المثال، فكرة ومنهج يمكن الاحتداء بهما «انظر: ”التخطيط اللّغوي في الصين“ «Language Planning in China»، لـ «لي يومينغ» «Li Yuming»، برلين وبكين: موتون دي جروتر والصحافة التجارية، 2015م» [1] .

التجربة الصينية، كبعض من مثيلاتها في التاريخ المعاصر، تؤكد أهمية دعم السياسي «صاحب القوة والقرار» للغوي «صاحب المنهج والرؤية» في نهضة اللغة وتطورها. لذا، لإنقاذ العربية من أزمتها، نادى اللغويون العرب بضرورة التخطيط اللغوي والذي يعني: ”البحث عن الوسائل الضرورية لتطبيق سياسة لغوية. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بوضع تلك الوسائل موضع التنفيذ أي ربطها بالقرار السياسي. فلا بد من تعاضد اللسانيّ، المتخصص في اللسانيات، بالسياسيّ صاحب القرار من أجل إنجاز الخطة اللغوية كي تضمن اللغة بقاءها والدولة هويتها ووجودها“ «تداخل الألسن، خليل الميساوي: ص: 49-50»

وللحديث بقية…

[1]  انظر مقاليّ الكاتب: ”لُغَوِيَّات الطوارئ - علم جديد من رحم كورونا“ على الرابط التالي:
https://jhna.co/69133

ومقال: ”اللغة علم وصناعة“ على الرابط التالي:
https://jhna.co/70393

وكذلك المقال:
”العرب والعربية: أيهما خذل الآخر؟“ على الرابط https://jhna.co/87720
تاروت - القطيف