آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

سماحة السيد عبد الله هاشم العلي في سطور

زاهر العبدالله *

السيد عبد الله هاشم العلي حفظه الله

إن في الأحساء الحبيبة نماذج مشرقة من طلاب العلم الجادين والمحصلين والعاملين يمتازون بمزايا خاصة حيث العلم والتقوى والورع وحق هؤلاء المخلصين في خدمة الدين والمذهب أن نشير إليهم وسيكون لنا بإذن الله عدة وقفات لعلماء آخرين في مستقبل الأيام إن مد الله سبحانه لنا في العمر.

ملاحظة هامة: ذكر بعض مناقب عالم من العلماء لا يعني بالضرورة أنه كامل بل نذكر الجانب الإيجابي الذي شهد له أهل الفضل والعلم فقد ورد عن أبي عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «قال الحواريون لعيسى: يا روح الله، من نجالس؟

قال: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله».»

م: الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - الصفحة 39.

فالسيد عبد الله هاشم العلي هو الأخ الأصغر لسيد الشعائر السيد محمد علي العلي «قدس» وهو الذي حثه على طلب العلم كما أنه تتلمذ على يديه في بداية رحلته الحوزوية وبسبب ورع السيد الشديد ونكرانه لذاته لم نتمكن من الوقوف بشكل دقيق على سيرته العلمية بالرغم من إلحاحي عليه بالطلب، حينها بحثنا عن سيرته عند من درس معهم وعرفوا مستواه العلمي فالعالم لا يعرفه إلا عالم مثله لأنهم يباحثونه ويدارسونه ويناقشون المطالب العلمية معه.

فحين سألت عنه أهل الفضل والعلم من طلاب العلم، أُخبرت أن ممن درس معه سماحة الشيخ حسين العايش حفظه الله وابن أخيه السيد محمد رضا السيد محمد علي العلي حفظه الله تعالى وأخرين.

فبادرت باتصال بسماحة الشيخ حسين العايش حفظه الله وكان مفاد الاتصال أن السيد كانت بدايته الحوزية في النجف الأشرف ثم سرعان ما جاء إلى قم المقدسة ليدرس السطوح والبحث الخارج عند بعض المراجع المطروحين للتقليد فقد حضر درس المرجع آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني والمرجع آية الله السيد محمود الهاشمي «قدس سره» لسنوات طويلة حيث إن السيد محمود الهاشمي كان امتداداً للشجرة المباركة والعبقرية الفذة الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر عليه الرحمة.

وذكر الشيخ حسين العايش الجنبة الأخلاقية والتقوائية في شخصية السيد عبد الله هاشم العلي حفظه الله حيث ذكر أنه يحمل من الورع والتقى ونكران الذات والتواضع الجم الشيء الكثير وأنه من فضلاء المنطقة الذين يشار لهم بالبنان.

ثم قال: نزلنا من قم تقريباً عام 1414 هـ جري لنقوم بواجبنا في خدمة المؤمنين والمؤمنات في منطقتنا.

ثم التقيت بسماحة السيد محمد رضا نجل سيد الشعائر السيد محمد علي العلي «قدس سره» لأسأله عن عمه ودار حوار طويل مفاده مايلي:

قال السيد : عمي السيد عبد الله هاشم العلي من العلماء الفضلاء الجادين في التحصيل في طلب العلم وكان كثير الكتابة فله تقريرات علمية كثيرة في أبحاث مختلفة ولا أعلم هل طبع منها شيء أم مازالت مخطوطة والعم السيد عبد الله يعتبر رمزاً في علماء الأحساء ولا زال درسه قائما في الحوزة العلمية وله تلاميذه فهو من العلماء الذين يحملون التقوى والورع ونكران الذات.

ثم تحركت في فلك تلاميذه الذين وصلت إليهم ببحثي المتواضع واخترت جملة منهم حيث وضعت لهم

هذا السؤال:

سلام عليكم ورحمة الله عزمت على أن أكتب سيرة ذاتية مختصرة للسيد عبد الله هاشم العلي نريد من جنابكم ثلاثة أسطر تعطي انطباعكم عن السيد الأستاذ تتناول فيها أبرز شيء لمسته منه حفظه الله تعالى:

فأجاب: السيد باقر النحوي

سماحة سيدنا الأستاذ الأجل السيد عبدالله السيد هاشم العلي - دامت بركاته -عرفناه العالم العامل بعلمه، والنعمة التي من الله بهاعلينابعد أن اختاره سماحة العم السيد علي السيد ناصر السلمان - حفظه الله ورعاه -  للتصدي لتدريسنا الكفاية لسنين.

والتي عقبها بطرح البحوث الفقهية والأصوليةلمجموعة من الأعلام متنقلين من مبنى الحوزة إلى جامع الإمام الحسن بالأندلس إلى أن استقر في منزله المبارك،. وقد وجدنا فيه حب العلم، وسعة الصدر، والانفتاح على الآخرين من الخاصة والعامة، وتربية طلابه أخلاقيا ”وتربويا“ وعلميا ”وفكريا“؛ ليبني من كل واحد منهم الفاضل الذي له شخصيته ورأيه. ولا يسعني إلا أن أقف إجلالا ”لهذا العالم الورع سائلا“ المولى بحق وليه. أن يمتعنا بطول بقائه وألا يحرمنا الارتواء من نمير علمه وسجاياه. إنه سميع مجيب.

بقلم محبكم/ باقر السيد هاشم النحوي. الأحساء - الجفر.

فأجاب الشيخ: أحمد المشعل

عرف السيد حفظه الله أنه معلم جاد في تعليم تلاميذه ليرقى بتفكيرهم وتحصيلهم العلمي فكان يناقشهم في الدرس.. فالسيد لمّاح وذكي جداً ويقرأ الأشخاص بنظرة ثاقبة وإن لم يصرح بشيء. هكذا هو سيدنا الأستاذ. كما أني سمعت ثناء عليه من آية الله الشيخ هادي آل راضي حفظه الله. كما أنه شديد التعلق بأستاذه السيد محمود الهاشمي فهو يعني له الكثير ومتأثر به وقد استفاد كثيرا منه ويُكن له كل الحب والاحترام.

وأعترف بقصوري عن إعطائه حقه من الوصف فغوره عميق. فهو الأستاذ الرائع والمربي الحاذق والمتقن لكل ما يعطيه من دروس في الأصول والفقه والرجال وتفسير القرآن وهو متابع وقارئ نهم لنتاج الأعلام فهنيئا لمن وفق أن يأخذ عنه درسا.

وأجاب الشيخ: محمد العلوي

من مميزات السيد الأستاذ:

1 - التمكن من استيعاب أبحاث كبار العلماء في الفقه والأصول وتدريسها وتبسيطها للطلاب فقد حضرنا عنده في بحث خارج السيد الخوئي في الخمس ثم بحث خارج السيد الشهيد الصدر في الطهارة ثم أبحاث متفرقة حديثة للسيد محمود الهاشمي وغيرهم وفي الأصول بحث السيد الشهيد.

2 - الانضباط في الدرس وعدم الاعتذار إلا نادرا.

3 - الأخلاق الراقية في التعامل مع طلابه وكأنهم أخوة له.

4 - الاطلاع الواسع والمنوع مما تراه واضحاً في الحوار معه.

5 - اطلاعه على ما يجري في الساحة الاجتماعية وفتحه حوارات مع الطلاب فيما يجري.

وأجاب الشيخ : علي الحجي

سماحة الأستاذ السيد عبد الله العلي.

حضرت عنده في الكفاية وعدد من البحوث العليا ولا تزال.

فوجدته معلماً ومربياً من خلال درسه ومنهجيته وتعامله، يبسط الآراء بتجرد وأريحية وكأنما يشق بها دروبا لسقيا العلم داخل الفكر والنفس دون تحيزأو ضيق، كما يثير دفائن نفوس طلابه ويعززها بشكل وآخر.

لقد شعرت بالأعاظم من العلماء خاصة أساتذته رعاه الله وأمد في عمره المبارك.

وأجاب الشيخ : حبيب الفرج

من نعم الله علينا أن وفقنا للدراسة والعلم على يدي سيدنا وأستاذنا الغالي والعالم الجليل السيد عبد الله هاشم العلي.

وقد من الله عليه بوافر من الفضائل علما وخلقا رفيعا.. وكان يغرس فينا بلطف ورقة جميل معانيه هذه.

ومما يلفت النظر في جنابه الكريم الإصرار على أداء رسالته العلمية وصبره واطلاعه على المنتج الآخر وتمحيصه ونقده والإفادة منه.

فبارك الله في أستاذنا وسيدنا الفاضل وأطال الله عمره وفي صحة وعافيه.

وأجاب الشيخ : يوسف المرزوق

يتميز سيدنا الأستاذ قبل كل شيء بدماثة الأخلاق والسيرة العطرة اجتماعياً ونشاطه الكبير في خدمة المذهب إضافة إلى إلمامه بجملة من علوم الشريعة المقدسة ومنها الفقه والأصول من خلال تدريسه لهما في الحوزة العلمية المباركة حيث تربى على يديه ثلة مؤمنة من الطلبة المشهود لهم بالجد والمثابرة في تحصيل علوم الشريعة.

وأجاب الشيخ : رمزي السلمان

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا قليل البضاعة المقصر أكتب عن تجربتي الممتدة سنين في التتلمذ على سماحة سيدنا الفاضل السيد عبدالله السيد هاشم العلي آل السيد سلمان حفظه الله تعالى ورعاه، والذي لايمكن لمثلي إلا ان يطأطئ رأسه خجلًا بين يدي أستاذ بذل وقته وعلمه وخلاصة تجربته لطلابه بحب منقطع النظير، فمنهجيته في احتواء الطالب بحب أراها إرثًا تلقاه عن أساتذته، تلك السلسلة الممتدة من العلماء الأتقياء العاملين من أمثال أستاذه المقدس آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشهرودي وأستاذ أستاذه آية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر قدس الله تعالى أسرارهم ورفع درجاتهم، فهم أحياء في شخص أستاذنا الأجل السيد عبدالله هاشم …

ورغم ترددي على دروس غيره، ووقوفي على خصائصهم وكمالاتهم وما أفدته منهم يبقى سيدنا الأستاذ أنموذج الأستاذ العالم الذي يهذبك ويربيك ويعلمك بعمله.

وقبل ذلك وبعده يبقى انفتاح سماحته متعنا الله تعالى بطول بقائه انفتاحه على مختلف المدارس الإسلامية ومشاربها من أبرز ما يميز منهجيته في الدرس والبحث، انفتاح يتسق مع رصانة في انتخاب الفكر الصحيح الناضج المستند لقاعدة معرفية صلبة إيمانية، ومعرفة واسعة بالكتاب الكريم وسنة النبي العظيم وسنة أوصيائه المعصومين ومسلمات مسلك مدرسة أهل البيت ، والذي اكتسبه من أساتذته المقدسين المباشرين وغير المباشرين …

أسأله تعالى أن يمد في عمره الشريف وأن ينفعنا بعلمه وأن يقدرنا على أداء حقه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الفقير إلى رحمة ربه : رمزي علي ياسين السلمان -  المبرز -1443/5/10 هـ 

هذا ما وفقني الله له للوقوف على سيرته العلمية والعملية فحفظه الله سبحانه ومد عمره في خير وعافية لخدمة الدين والمذهب إنه ولي ذلك والحمد لله رب العالمين.