آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

دوام الحال من المحال..

عبد الرزاق الكوي

عندما تسود شريعة الغاب ويتصرف قطب أو مجموعة أقطاب في مقاليد العالم يتحول الواقع إلى حالة مزرية في التعامل وتصل البشرية إلى الحضيض وتصبح في خبر كان، هذا ما تفعله السياسات النافذة والقوى والأطماع على المستوى العالمي في تشكيل مسيرة العالم ورسم سياساته، افتعال فوضى في منطقة واحتجاجات في مكان آخر، ومطالبات بتحسين سبل العيش وغيرها من الأمور المشروعة اصلا والمكفولة عالميا، تتخذ من قبل ذلك القطب أو مجموعة متنفذين من القوى المهيمنة ذريعة للتدخل، بل في كثير من المواقع هي تخلق هذه المشاكل من قبلها لزعزعة الأوضاع في منطقة يراد السيطرة عليها وعدم اخذ قرارات مصيرية لدولة ما لا ترضى تلك السياسات، يصل الحال في بعض الأماكن إلى التخطيط للتغيير الكامل في دولة مستهدفة ذات سيادة وقبول من قبل شعبها حتى في الحدود الدنيا والمتوسطة، لكن الرضا من قبل السياسات المتحكمة ليس الرضا الشعبي والقبول من قبل الهيئات الدولية بل المصالح الخاصة لتلك القوى، التي تلعب بالعالم كأحجار الدومينو بدون حسيب أو رقيب، تتساقط فيها القيم كم تتساقط الاحجار وتضيع الحقوق وتنتهك الأعراف والقوانين يتساءل الجميع متى تتوقف تلك الأحجار من التساقط.

اليوم كثير من دول العالم تعيش في بؤر ملتهبة وواقع متأزم وحياة قلقة ومصير مجهول، تشغلها الفتن وتهدم كياناتها التدخلات الخارجية في رسم ما يجب ان تقوم به مرضاة لتلك السياسات العالمية، تشكل من أجل ذلك أجندات سواء مجموعات ارهابية أو طابور في الداخل يخدم المصالح الأجنبية أو تلفيق تهم بوجود واستخدام أسلحة كيميائية محرمة واتهامات كثيرة جاهزة لكل دولة حسب ظروفها ومكانته وقوتها، تمول وتدعم سياسيا واعلاميا من تلك القوى النافذة، وتزيف الحقائق في ظل سكوت الهيئات الدولية، كل ذلك من أجل ان تستمر تلك الدول مصدرا للاستثمارات والتبعية الاقتصادية.

كل تلك الأعمال تبدأ في الخفاء وفي الغرف المظلمة، واذا استدعى الأمر يصل الوضع بانتهاك كل القوانين الدولية ويستخدم كل الأسلحة المحرمة والعالم شهد في هذه السنين كم من تلك الانتهاكات الصارخة ذهبت من وراءها أرواح بريئة وانفس طاهرة، وافقار بشر وحصار دول.

وعود بالديموقراطية والحرية والعدالة وتحقيق السلم العالمي والرخاء والتنمية لكن كلمة حق والنتيجة دمار شامل وقتل مستمر تتحمل مسؤليته تلك قوى العالمية الطامعة.

يبقى الأمل ببروز تحالفات على الواقع تشكل نماذج اكثر عدالة في التعامل بين الدول وبناء علاقات تصب في مصلحة الجميع، في ظل انكشاف وتراجع وتحدي الواقع الاستحواذي، العالم يعيش الأمل من الانعتاق من براثن ومخالب تلك القوى التي لم ولن ترحم، نزعة الروح الإنسانية وزرعت الكراهية حيث وجدت تلعب في العالم لعبة أحجار الدومينو.