آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

طفولة صامتة!

الدكتورة زينب إبراهيم الخضيري * صحيفة الرياض

من أصعب ما يواجه الآباء والأمهات هو إيجاد وقت يقضونه مع أبنائهم، فيحيطهم شعور بالذنب، ويبدؤون بتعويضهم مادياً، وشراء أجهزة إلكترونية لهم تسليهم في أوقات غيابهم، وقديماً عندما يفكر الآباء أن يسعدوا أطفالهم كان أول ما يتبادر إلى ذهنهم مدينة الألعاب بكل ما فيها من فرح وجنون ودهشة، حيث إنها المكان المثالي لتلبية كل رغبات طفلك بعيداً عن عالم الكبار، ففي عام 1955م افتتحت «ديزني لاند» Disneyland وهي أول مدينة ألعاب في كاليفورنيا وتملكها شركة والت ديزني الأمريكية.

تقع ديزني لاند في أماكن كثيرة في العالم منها كاليفورنيا وفلوريدا وطوكيو وباريس وهونغ كونغ، وقد انبثقت فكرة ديزني لاند بعد زيارة والت ديزني عدة أماكن ترفيهية مع بناته في الثلاثينيات والأربعينيات الميلادية.

وقد بدأ تشييد البناء في أنهايم عام 1954م وكُشف عنه في 17 يوليو عام 1955 خلال حدث صحفي وتم بثه في التلفزيون، حيث كانت مدينة الألعاب تحولاً ثقافياً، إلا أن افتتاح «إيرو ديزني» Euro Disney الأمريكية في فرنسا كان حدثاً عظيماً، حيث كلفت ملياري دولار، إلا أن الفرنسيين كانوا غاضبين وخائفين على ثقافتهم من أن يخدش الذوق الفرنسي بتماهي الثقافة الأمريكية المتغطرسة، حيث إن الفرنسيين أعداء للثقافة الأمريكية بشكل واضح وصريح، فقد تملكهم الهلع من هجر أبنائهم لعاداتهم الفرنسية وتبني الثقافة الأمريكية، فأبطال الكرتون الأمريكيين هم مثل المغناطيس يجذبون أطفال العالم، وبعد هذا المأزق الثقافي العالمي، دخلنا في مأزق ثقافي آخر وهو الإنترنت والألعاب الإلكترونية؟ أصبح الآباء يغدقون على أبنائهم أجهزة إلكترونية حتى لا يشعرون بغيابهم ولا يشعرون بالوحدة حتى أصبح الآن الأطفال يفضلون قضاء أوقاتهم مع أجهزتهم الإلكترونية دون قضاء وقتهم مع والديهم، هذا الغول الذي يفتك بأبنائنا كيف نتعامل معه، وما هو انعكاسه على الأسرة والمجتمع اليوم، أصبح شكل الطفل وهو يحمل لابتوباً أو آيباداً أو حتى هاتفاً نقالاً منظراً عادياً جداً، كيف نحترم أطفالنا ونصنع لهم بيئة متكاملة الأركان لينعموا بحياة أفضل، متى يجيد أطفالنا مهارات وألعاباً رياضية تملأ فراغهم وتنمي روح التحدي والمنافسة والثقة لديهم.

فأكثر رابط أساسي بيننا أننا جميعاً نسكن هذا الكوكب وجميعنا نتنفس الهواء ذاته وجميعنا نفكر بمستقبل أطفالنا وجميعنا زائلون. ”جون ف كينيدي“