آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

الجمعيات الخيرية للخدمات الإجتماعية

عباس سالم

الجمعيات الخيرية للخدمات الإجتماعية، من هذا الإسم يُستدل على أن الجمعيات الخيرية قد أُنشئت لفعل الخير وخدمة الناس ومساعدة المحتاجين والفقراء في المجتمع، حيث أنها تتمتع بصلاحيات واسعة ومساحة كبيرة من التحرك وسط المجتمع للتعرف على مشاكله واحتياجاته.

تأسست الكثير من الجمعيات الخيرية للخدمات الاجتماعية في محافظة القطيف وقراها، وسجلت كل جمعية لدى مقام وزارة الشئون الاجتماعية، وتعاقب على قياداتها منذوا تأسيسها عشرات المجالس ومئات الأعضاء من محبي العمل التطوعي الخيري لخدمة المجتمع، وعملوا على تأسيس قاعدة صلبة في الاستقرار الإداري والأمان المالي وبنية تحتية للمشاريع والخدمات الاستثمارية لكل جمعية.

الانخراط في العمل التطوعي لخدمة الناس في المجتمع شرف عظيم لمن يمارسه، ولهذا لا بدا لمن يعمل فيه داخل الجمعيات الخيرية في البلاد التفكير في خدمة المجتمع والناس وخاصة الطبقة الفقيرة والمحتاجة التي يجب أن تكون من أولوياتهم، وليس التفكير في جمع الأموال لتظهر أرقامها في السنة المالية من دون أن يستفاد منها أحد بالشكل المطلوب وبالخصوص الفقراء والمحتاجين.

ولكي تتمكّنَ الجمعيات الخيرية من تقديم أكبر قدر مُمكن من المُساعدة لمن يحتاجها في المجتمع عليهم معرفة الأهداف الحقيقيّة لها، فبعض الأعضاء في بعض الجمعيات الخيرية يعتقدونَ بأنَّ الغرض من إنشائها هوَ جمع المبالغ المالية فقط من دون النظر في مُساعدة المحتاجين وزيادة الدعم لهم من الأرباح السنوية التي تحققها الكثير من الجمعيات.

هناك اشتراكات سنوية يدفعها الكثير من الناس من محبي الخير في المجتمع لدعم الجمعيات الخيرية ماليًا، لكنه للأسف أن عدد المشتركين في بعض الجمعيات الخيرية قليلًا جدًا مقارنةً بعدد سكان المنطقة التي تقع فيها الجمعية الخيرية، وهذا لا شك له تأثيرًا كبيرًا في عطاء الجمعية الخيرية وخصوصًا إذا لم يكن هناك مصادر مالية تدعم خزينة الجمعية من بعض المشاريع الاستثمارية.

الجمعية الخيرية تتحرك بمساعدة المشتركين فيها ومن أصحاب الأيادي البيضاء لمساعدة الفقراء والمحتاجين في المجتمع، وقلة عدد المشتركين لدعم خزينتها ماليًا حتمًا سوف يؤثر على دورها الرئيسي في مساعدة الفقراء والمساكين وكذلك الطلبة الذين تتكفل بعض الجمعيات الخيرية بمصاريف دراستهم في بعض الجامعات والمعاهد في الوطن، ومن هنا يجب علينا جميعًا الإشتراك في دعم جمعياتنا الخيرية لتتمكن من القيام بدورها المجتمعي في مساعدة الفقراء والمحتاجين.

المشتركين في الجمعيات الخيرية يبدلون جهوداً لإختيار مجلس الإدارة بين كل فترة، وينتخبوا الشخص الأجدر، والأصلح، والأكفأ، من بين المرشحين الثلاثة والعشرين، وعلى المجلس المنتخب تقع أمانة كبيرة مدانون بها للمجتمع، وهي اختيار الرئيس من بينهم ليكون رئيسًا لهم وللجمعية الخيرية لقيادتها وتسيير أمورها لمرحلة قادمة تمتد لأربع سنوات.

لكل مجلس إداري جديد للجمعية الخيرية سياساته وأهدافه في الإبحار بالجمعية نحو شاطئ الأمان بالرغم من الأمواج العاتية التي تواجههم من داخل المجتمع، وقد يكون المجلس الجديد مختلفًا في سياساته لقيادة الجمعية الخيرية عن المجلس السابق، لكنه يجب عليهم المحافظة على مكتسبات اللجان المجتمعية التي شكلت في المجالس السابقة إن لم يتم تطويرها وبالخصوص تلك التي تصب في خدمة المجتمع، لكي لا ينحدر بالخدمات الإجتماعية التي تقدمها الجمعيات الخيرية للناس في المجتمع.

المساعدات المجتمعية التي تقدمها الجمعيات الخيرية للناس ليست مقتصرة على المال فقط، فهناك الكثير من الطرق غير المال من أجل مساعدة الناس وخصوصًا الفقراء والمحتاجين في المجتمع، وعلى الجمعيات الخيرية أن لا تغفل عنها مثل:

أولًا: محاولة إيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل سواء في الجمعيات الخيرية أو في الشركات والمؤسسات العاملة في البلاد.

ثانيًا: مساعدة الناس في المجتمع بتسيير خط سير يومي لباص الجمعية الخيرية يخدم الناس المرضى المستفيدين وكبار السن لنقلهم ذهابًا وإيابًا إلى مستشفيات المحافظة، وبالخصوص مستشفى القطيف المركزي لتلقي العلاج ومتابعة مواعيدهم.

ثالثًا: العمل على أن تكون أبواب الجمعيات الخيرية مفتوحة في المساء لتلقي المساعدات من الناس، ولكي لا تحرم شريحة من المتطوعين لتقديم خدماتهم للجمعيات الخيرية في الفترة المسائية وربما حرمان خزينتها من متبرعين وتعطيل التقاء الإداريين بنخب لها ثقلها في المجتمع، والأهم من هذا هو عدم إغلاق تلك الأبواب في وجه الفقير والمحتاج.

رابعًا: أهمية وجود لجان لبحث الحالات الإنسانية ومتابعة المستفيدين من الجمعية ولمس احتياجاتهم، وعدم الاكتفاء بالتحويل المباشر للأموال والمواد العينية فقط.

خامسًا: المجالس الإدارية السابقة في الجمعية الخيرية ربما تضم بين أعضائها قامات لها خبرتها في خدمة المجتمع، لذلك لا بدا من التواصل معهم ومشاورتهم والاستفادة من تلك الخبرات التي تصب في المصلحة المجتمعية، هذه بعض التساؤلات المهمة وهناك الكثير من الأسئلة لا يسعنا ذكرها هنا.

وفي الختام شكراً لكل من يعمل في العمل التطوعي داخل جمعياتنا الخيرية بمحافظة القطيف وقراها، والذي يعرف من اسمها أنها قد أنشئت للخدمات المجتمعية وأهما مساعدة الفقراء والمحتاجين، وليس كما يضنه البعض من الأعضاء بأنَ الغرض من إنشائها هو جمع المبالغ المالية فقط من دون تحسين حالة الفقراء والمحتاجين، ولهذا إننا نحتاج إلى مزيد من الجهد والمثابرة، للوصول بجمعياتنا الخيرية إلى مزيدٍ من الرقي والتقدم في تقديم خدماتها لمن يحتاجها من أبناء المجتمع.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أم الحور
[ القطبف ]: 10 / 12 / 2021م - 11:29 م
عليهم النظر لكبار السن ومن يرعاهم لان اللب يرعاهم لآ يقدر على تركه والذهاب لعمل وراتب الضمان مع هالضريبه يالله يكفي رز ولخمه وعلاجات وغيارات للكبير السن