تَجَاهُلُ... فَتَغَافُلْ
نَحنُ نَعيشُ في مُجتمعٍ مُتَعَدِد الأراء والسُلوك والعَادات وهذا شيءُ طبيعي، ولكن مايُدمي الفؤاد مَرارَة هو عِندما يتجاهَلُك بعضُ الأخرين في رأيُ طَرَحته أو خَاطِرة أبديتَهَا، تَجِد الإعراض مِنهم فَيبخَلوا عليك ولو بُمُشارَكة سَلبية كانت أو إيجَابية في توضِيح رأيهم وتفاعُلَهُم مع الحَدَث وصَوابِيتِه مِن عَدَمِه ليس إلا لِكِبَر في أنفُسَهُم ومشاعِرِهِم إتجاه الأخرين، هذا من جانب ومِن جانب آخر هو التَجَاهُل وعَدَم الإكتِراث، وهو شُعُورُ جامِد وِجدانياً في التَجَاوب ولكن ما إن يكون الأمر مِن جانِبِهِم تقُوم الدُنيا ولاتَقعُد مُبدِين لهجةً أُخرى مِن التَصعِيد إتِجاه مَن لايؤيد فِكرَتَهُم وآرائَهم فَيَحْشُروك في زاوية ضَيقَة مُتَجَاهِلين كُل طُمُوحَاتِك وإهتِمامِك فيما تَسرُدُه من وقائِع وأحداث نَعِيشُها ونتَلمَسهَا عن قُرب فَنتفاعَل معها بينما الأخرون يمرون عليها مرور الكِرام.
تِلكَ الأحدَاث تَمُسَهم كما تَمُسُ غَيرهُم ولكِنهم أسقَطُوها من قامُوسِهم وذلك عائِدُ إلى أن غَيرهُم أثارها وسَلط الضُوء عليها فيتجَاهَلوهَا كي لا يُوجهون كَلِمة شُكر لِأنها ثَقيلةً على قائِلها وتُكلِفَهم الكثير من مَشاعِرهم وأحاسِيسَهم، فهذا في نَظَرِهِم وكِبريائِهم كَبيرةُ عليهم بل قد يُؤدي الأمر إلى قَسوة في القُلوب وجَفاءُ في العَلاقَات الإنسانية مما يقود إلى التَباعُد والنُفُور.
لِما كِل هذا ونَحنُ قادرين على تَجَاوز هذه المَواقِف والشَطَحات عِندما يتنازَل بَعضُنا لِبَعض، لِيُثَمِن كُل مِنا الأخر بِدُون خُطُوط وهمية مِن التَعالي والتَغافُل، فكُلنا بَشر، قد نُصِيب ونُخْطِئ ولكن الرِقة في القَلب والكَلِمة الطَيبة صَدَقَة.
وقد صَدَقَ من قال: روعَةُ الحياة تَكُون قُربَ أشخاصٍ يُدرِكُون معنى الإهتِمام.