التغيير في العادات المجتمعية
ظاهرة جمال التغيير في العادات المجتمعية التي رأيناها بعدما فرض علينا وباء كورونا شروطه الثقيلة، وتمتاز بجمال استمراريتها ونتمناها بأن لا تتوقف، طالما أنها تؤَمن للناس مزيدًا من الأريحية والسلاسة عند تقديم الواجب المجتمعي.
لا بدا للإنسان من أن تكون له الرغبة في تغيير العادات المجتمعية طالما أنه يتدمر منها، ولا بدا أن تكون له الرغبة العالية في التطور إلى الحداثة في الكثير من العادات المجتمعية، فلو نظرنا ألى العالم على مدار الزمن لرأينا ذلك، حيث أن هناك مجتمعات بأكملها تغيرت للأفضل إلى نوعية الحياة اليوم بفعل رغبة التغيير لديها.
قرار التغيير في بعض العادات القديمة التي يتدمر منها الكثير من الناس في المجتمع اليوم تحتاج إلى إرادة مجتمعية قابلة لذلك التغيير، فما نراه من سلاسة لحركة الناس عند تقديم الواجب المجتمعي في الأفراح والأحزان التي على ضوئها يمكن لنا معرفة مواطن الخلل والفوضى التي كانت فيها، والعمل على تغييرها ووضعها في مسارها الصحيح والمحافظة على استمرارية ذلك التغيير، بهدف الوصول إلى الراحة والهدوء في عاداتنا المجتمعية.
هناك الكثير من العادات المجتمعية تحتاج إلى تغيير، ولتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى إرادة مجتمعية تدرك حقيقته والقدرة على إحداثه، لنقل عاداتنا المجتمعية نحو مستويات أكثر رفعةً ورقيًا وتطورًا لمواكبة واقع الحياة، وبفضل شروط فيروس كورونا عاش مجتمعنا تجربة التغيير في عاداتنا وتقاليدنا المجتمعية وكانت ناجحة يشهد لها الجميع ويلمسون سلاستها في مناسباتنا الاجتماعية على مدار سنتين تقريبًا.
بعض دول العالم اليوم تجدد حالة الطوارئ ضد متحور فيروس كورونا الجديد ”أوميكرون“ ومواجهته، ونحن جزء من هذا العالم الذي ينبغي علينا مواصلة العمل بالتغيير في عاداتنا المجتمعية، وألا نهمل أو نتخلى عنها كإجراء وقائي من عدوى الوباء، وما نشاهده من انفتاح في مناسباتنا الاجتماعية لهوا أمرًا مقلقًا، وكأن الفيروس قد مات وانتهى دون رجعة، فتهاون الناس في مواجهته بالرغم من الهلع الذي أصاب بعض دول العالم من موجته الجديدة ”أوميكرون“.
ختامًا نحن بحاجة إلى إرادة مجتمعية تدرك حقيقة التغيير في عاداتنا المجتمعية، لأن الكثير منا ليس لديهم ثقافة لتقبل ذلك، ومقيدين بعادات بالية تمنعهم عن التحرك نحوه والقدرة على إحداثه.