ماهية بيئة العمل
لقد خضع مفهوم البيئة إلى العديد من التطورات سواء من حيث مكوناته وأبعاده من جهة، وكذلك تعقيد هذه الأبعاد والمكونات وزيادة تفاعلها وظهور مكونات أخرى أنتجتها الطبيعة التكنولوجية والسياسية والمعلوماتية والمعرفية من جهة أخرى.
يعطي المنظور العام لمفهوم البيئة انطباعاً عن دمج المكونات والأبعاد الداخلية للمنظمة بالإضافة إلى المكونات والأبعاد الخارجية المحيطة بها. وبالتالي تمثل البيئة مجموعة من العوامل والأبعاد والمكونات التي تؤثر على الممارسات الإدارية والتنظيمية والاستراتيجية ومن ثم تتطلب من الإدارة فهماً لطبيعة هذه البيئة وتفاعلاتها وطبيعة العلاقة بين هذه التفاعلات، بحيث تستطيع إيجاد أفضل طريقة للتعامل معها بشكل متوازن وحركي ويمنح المنظمة قدرات متجددة باستمرار وإمكانية الحصول على أفضل النتائج المرغوبة من جراء هذا الفهم. يكمن التحليل البيئي في العمليات التي يطور فيها المديرون الاستراتيجيون طريقة فهمهم للبيئات التنظيمية الداخلية والخارجية من خلال فهم العوامل التي يمكن أن تؤثر على أداء المنظمة وأعمالها الآن وفي المستقبل. Narayanan&Nath، 1993»
عرف «عقيلي، عمر وصفي2005» بيئة العمل بأنها: ”نشاط يشتمل على مجموعة من الأعمال والإجراءات الفنية والإدارية، يهتم بدراسة الظروف المناخية والنفسية السائدة في أماكن تنفيذ الأعمال داخل المنظمات بوجه عام والصناعية بشكل خاص وتصميم البرامج المتخصصة من أجل السيطرة وإزالة مصادر ومسببات الحوادث والأمراض المحتملة التي يمكن ان تصاب بها الموارد البشرية أثناء تأدية أعمالها والناتجة عن طبيعة هذه الأعمال أو عن الظروف المناخية أو النفسية المحيطة بها وذلك للعمل على توفير سبل الحماية الكفيلة لتلافي هذه المخاطر وآثارها السلبية على سلامة وصحة الموارد البشرية في مكان العمل أو على الأقل التخفيف من هذه الآثار وإيجاد بيئة ومناخ عمل مادي ونفسي سليم وصحي حافظ على هذه الموارد من أي خطر“.
وحدد «Armstrong، 2006: p347» بيئة العمل بأنها تتكون من شقين، هما:
- بيئة العمل المادية: وتشمل الظروف المناخية السائدة في مكان العمل داخل المنظمة، مثل التهوية والاضاءة والنظافة وضغط العمل ومساحات العمل والضوضاء وعدد ساعات العمل وفترات الراحة... إلخ هذه الظروف تؤثر على سلامة وصحة الموارد البشرية في العمل وفاعلية أدائها.
- بيئة العمل النفسية والاجتماعية: تشمل على المناخ الاجتماعي العام وطبيعته والروابط الاجتماعية والعلاقات الشمولية السائدة بين الموارد البشرية في مكان العمل والصراعات التنظيمية الموجودة بين العاملين فهذه الجوانب تؤثر بشكل كبير على الناحية النفسية للعاملين في المنظمة ويمكن تحديد نطاق هذه الجوانب بالعلاقات بين المرؤوسين بعضهم ببعض وعلاقات الرؤساء بمرؤوسيهم وعلاقات مجلس إدارة المنظمة بعضهم ببعض.