آخر تحديث: 4 / 12 / 2024م - 11:28 ص

مجلس تأبيني للمرحوم الحاج الوجيه الكبير عميد اسرة الخاطر رحمة الله عليه

صالح مكي المرهون

بما أنه سيقام مجلس تأبيني لهذه الشخصية الفذة فلابد لي من المشاركة لأكتب هذه السطور في حق هذه الشخصية المؤمنة والثقافية والدينية والاجتماعية.

لقد كانت وفاة هذا الرجل المؤمن خادم أهل البيت والمجتمع بأكمله خسارة كبيرة للبلد وللمجتمع.

فقدت القديح صبيحة يوم الأثنين الموافق 2/12/1442شخصية عصامية اجتماعية ثقافية دينيةعلى مستوى منطقة القطيف وهو المرحوم الحاج المؤمن الوجيه الكبير والمعلم الموالي لمحمد وآل محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام فقد امتازت شخصية المرحوم بموالاته المخلصة لأهل البيت وخدمتهم حيث كان خطيبًا ماهرًا لمدة سنوات طويلة، وحبه الصادق لمجتمعه، ومشاركاته الدينية والثقافية والاجتماعية.

يتميز بالنشاط الديني والثقافي مابين شخصيات المنطقة وله مشاركات عديدة دينية واجتماعية كما كان من المؤسسين للجنة الاجتماعية بالقديح التي كانت تقيم احتفالات مواليد الأئمة ، كما كان لهذه اللجنة الدور الكبير أيضا في إحياء احتفالات الزواج الجماعي، حيث كان خطيبًا مفوهًا في خدمة أهل البيت . كما كانت له أيادي بيضاء بدعم مجالس أهل البيت .

كان يتميز بالثقافة الدينية والاجتماعية وخدمة مجتمعه. كان شاعرًا وأديبًا، كما كانت له المشاركة في تأسيس نادي مضر الثقافي الاجتماعي بالقديح، وكان له الدور الكبير في متابعة خدمات ومصالح البلد الخدمية وخدمة المؤمنين.

كان رحمة الله عليه من الداعمين لمهرجان التألق لتكريم المتفوقين والمتفوقات التابع لجمعية مضر الخيرية، وكان من المؤسسين الأوائل لمجلس جمعية مضر الخيرية.

أكتب هذه السطور للمشاركة بمناسبة إقامة مجلس التأبين ليلة السبت القادم في حق هذا الرجل المؤمن.

لاشك ولاريب أن ذكرى الموت شيئ مخيف ورهيب للغاية، ونحن في كل يوم نسمع بأن الموت خطف لنا صديق أو عزيز أو أخ أو حبيب أو شخصية مؤمنه اجتماعية لها دور كبير وفعال في خدمة الدين والمجتمع والوطن، فعلينا أن نسلم ونرضى بقضاء الله وقدره، ننتظر الموت في كل لحظة وساعة، ونتهيأ للموت، ونتذكره فالحقيقة أو بالأحرى كثرة ذكر الموت إيمان وعبادة، وانتهاء الحياة للإنسان فكرة مترسخة واصلة إلى عقله الباطن، وبالتالي فإن سلوكه سيتغير وسيكون من حيث لايعي ظاهرًا على منوال هذه العقيدة أي عقيدة محمد وآل محمد عليه وعليهم الصلاة والسلام، وبالتالي سيجد من فوره تطور حالته للأفضل وسيتخلص من الحقد والكراهية ومن الأنانية الرهيبة، سيكون مستعدًا للتضحية في سبيل الله ودينه وإمامه، سيرى المصائب التي تصادفه أقل تأثيرًا، وسيسلك فيها وفي غيرها سلوكًا أقرب إلى الرزانة والحكمة، كما كان المرحوم المؤمن يسلكه، بل إن الحكمة ستفتح أبوابها أمامه، لأنه بدأ ينظر إلى مدى أبعد وأشمل وأنفع، وهذا هو عين الحكمة، أما العكس هو إهمال كثرة ذكر الموت، وإهمال خدمات المؤمنين والسعي في قضاء حوائجهم فإن النتيجة اقتراب أكثر إلى الدنيا، وممارسة أكثر للشهوات الدنيوية فتكون قسوة أشد في القلب وانطفاء لروح التضحية التي هي أساس الإيمان.

إذن نستخلص من هذا الإغراء الدنيوي وذكر الموت فإن ذكر الموت باب لخير الدنيا والأخرة. وهناك فائدة مهمة للغاية لكثرة ذكر الموت وهي أن الذاكر للموت سيهون عليه الموت، لأن أصعب مافي الموت هو مواجهة العالم الجديد برهبته وعظمته، ولايخلص الإنسان من هذه الرهبة إلا بكثرة ذكر الموت مع الإيمان طبعا.

وخدمة المؤمنين وقضاء حوائجهم وخدمة المجتمع إذًا أفضل العبادة، وأفضل التفكير هو ذكر الموت مع الإيمان، فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة،

وسئل الرسول الأكرم محمد ﷺ: أي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم ذكراً للموت». إذن أقصى مايخاف منه الإنسان في الحياة هو الموت، والموت حق ولكن الخوف له ما يبرره عند بعض الناس، ولامبرر له عند أخرين وهم المؤمنين، التابعين لسيرة أهل البيت والماشين على نهجهم والساعين في قضاء حوائج المؤمنين والساعين في نهضة المجتمع كما كان يفعل المرحوم الحاج المؤمن الوجيه الكبير الملا سعيد الخاطر «أبو ناصر» رحمة الله عليه.

أما من لم يؤمن بالله وقدره ويرى أن الحياة الدنيا هي الغاية فبالتأكيد سيخاف جداً من الموت، لأنه يعني بالنسبة له انتهاء حياته وكيانه بالكامل، أما المؤمنون بالله فهم درجات فمنهم هذا المؤمن الخلوق الكريم السخي خادم أهل البيت الحاج الملا سعيد ناصر الخاطر أبو ناصر، وهو معروف بخدماته إلى المجتمع وبإيمانه وخلقه ومعاملته الحسنة مع المؤمنين بحضوره في مجالس أبي عبدالله الحسين وإقامتها، والمواظبة في المساجد للحضور وإقامة صلاة الجماعة. وأن الموت أنس له من الطفل بثدي أمه، فلا خوف عليه وهو في ضيافة الرحمن وشفعاء أهل البيت .

إن الله أرأف بالمؤمنين من أنفسهم، ومن المؤمنين من يخاف من الموت وهذا غير لائق للمؤمن، فالمؤمن يجب ألا يخاف من الموت، ويؤمن بقدر الله وقضائه.

فالبكاء ليس على النفس إن ماتت بل البكاء
على التوبة إن فاتت.

اللهم اجعلنا من المؤمنين الذين لايخافون الموت إنك سميع مجيب.