آخر تحديث: 21 / 12 / 2025م - 5:23 م

بمنتدى الخط الثقافي

بالصور.. القطيف تتعطر ”شعرا ونثرا“ وتتجمّل بسيرة النبي المصطفى

جهات الإخبارية سلمان العيد - تصوير: حسن الخلف - القطيف

في أمسية من أمسيات القطيف المعهودة وغير المستغربة يلتقي الأدب كوسيلة فنية للتعبير عما تحمله الخواطر والمشاعر والعقول، مع المضمون المتفق عليه، فيقدم للمتلقي منتجا أدبيا رائعا، ومفيدا، ولا خلاف عليه، يتجاوز معضلة ”الشكل والمضمون“ التي شغلت المشهد الأدبي في الوطن العربي لعدة قرون.

تلك الأمسية التي عقدت مساء الخميس وأقامها منتدى الخط برعاية الإعلامي فؤاد نصر الله، وعلى مدار ساعتين تسابق عشرة من الشعراء لتقديم ما أفرزته قرائحهم المليئة بكل ما هو جميل من المفردات، وما هو رائع من الصور الفنية.

ودارت الأمسية حول محور واحد وهو النبي الأكرم ﷺ، وما يمثله من قيمة جمالية وأخلاقية وفكرية وغير ذلك، يكفي بأنه أحد عناصر الوحدة بين المجتمعات الإسلامية ”بعد الله جل شأنه“، فإن اختلف المسلمون في كل شيء فلا يختلفون في شيء يخص النبي الأعظم ومكانته وعظمته وأفضليته على كل الأولين والآخرين.

فهنا التقى الشعر مع العقيدة والإيمان، وتسابق الشعراء كل أخذ جانبا من سيرة هذه الشخصية العظيمة، في الأمسية الذي أدارها الشاعر المتميز دائما وصاحب اللفتة الرائعة في شعره وأدائه على الشيخ الذي كان مميزا

وكانت الأمسية على ثلاث وقفات ”الوقفة الشعرية، والوقفة النثرية، الوقفة الشعبية“.

الوقفة الشعرية

ضمن برنامج الأمسية، انطلق الشاعر المميز السيد/هاشم الشخص في قصيدة، وقف من خلالها على العديد من صفات ومكارم الرسول الأكرم ﷺ، تنبع من صدق الولاء والمحبة التي يحملها هذا الشاعر، إذ يقول فيها:

بهاؤك من بهاءِ الكونِ أحلى

ونورُك من بياضِ الصبحِ أجلى

محمدُ أنتَ بل طه وحسبي اف

تخاراً حينما الآياتُ تتلى

أيا عشقاً به القرآن غنّى

ويا وتراً له الطّبقُ المعلى

ويا شمسَ الوجودِ بكلِّ فجٍّ

ويا نورَ النهار إذا تجلى

وما غاليتُ في مدحٍ ووصفٍ

فما عندي سوى ما الذكر أملى

فما لي لا يصلي فيك حرفي

ومن قبلي إلهُ الكونِ صلّى

إلى أن يقول:

حبيبَ اللهِ ما في العشقِ ريب

أيا منْ في سما العرشِ استظلّا

معاني الفضلِ في معناكَ تاهت

فأنت بكلها أشرقتَ نُبلا

وكنتَ النورَ في شُرَفِ المعالي

ودارُك من شهابِ النجمِ أعلى

وقد انطوت القصيدة على جملة من المعاني والصور الفنية لا يحتملها هذا المختصر.

لحظة كونية

أما الشاعر المتألق فريد النمر، وكعادته لا يقبل الا الانهمار كالنهر في عطائه فقد عنوان قصيدته ب ”أيقونة في ذرى العرش“ وقدّم لها بكلمة مختصرة قال فيها: ”إليك أيها النور المسكوب كما الحقيقة على ضفة هذا الوجود، وحدك تنثر شآبيبَ من مناسك طهرك في كل آن وأين ولم نتهجأ من النهر غير قطرة كونية أسمها الحب تدلنا العبور بسلام الوالهين، فإليك يا رسول المحبة تنبض قلب دالية السماء“.

بالتالي فمن الواضح بأن القصيدة تعبر عن شعور القرب من الرسول الأعظم، ومن الحاجة إليه وإلى القيم التي يحملها، واستخدم في ذلك أدوات النداء، ليخاطب الرسول ﷺ فيقول:

بيني وبينك لحظةٌ كونيّةٌ

للحب يا ديما من الآلاء

فاسكب بمعرفتي ملائك

خفقة

مشحونة بحقائق النقباء

وانسج بوحيك ما تشجّر في دمي

من سرّ ما ملكت من الأحشاء

واقدح زنادي بالنشيد فما أنا

إلا كحنجرة الوجود النائي

وتحدو شاعرنا رغبة جامحة للقرب من الرسول الأعظم لما يمثله من قيمة إصلاحية شخصية، وعامة على حد سواء، وكأنما شاعرنا تائه في هذه الحياة ويرى أن الرسول هو المنقذ، ذلك لأن الرسول ﷺ هو منقذ التائهين، فيقول بالتعبير الفردي والمعنى جمعي بلا إشكال:

وأعدني نحوك بامتداد مسافةٍ وقتية لمدينة فيحاء

فهناك تبتهل الأماني التي

امتدت بقوس خلاصة الأفياء

وهواك فيّ حقيقة فطرية

مذ أول النبضات للإيماء

تبتل بالشوق المعتق بالهدى

المسكوب في نهر من الأمناء

ولي امتداد شهية منقوشة

بالعشق في نطف من الأضواء

ولي انتماء غابر أودعته

بجداول الإنسان في أنحائي

فماذا يشكل الرسول الأكرم لدى شاعرنا ”النمر“، نجده في باقي هذه القصيدة، ورغم أن الشاعر قد اعتمد ”ياء النداء“ وأفعال الأمر، وهي شبيهة بالدعاء إذ تأتي من الداني إلى القاصي، فلا يعتبر أمرا بل دعاء، ويعطي المعنى عمقا، والتعابير جمالا وبهاء.

الهروب من الطوفان

وضمن هذه الوقفة جاء الشاعر حسن الخويلدي، الذي بدا في أحسن حالاته وبقصيدة حملت عنوان به من المعاني الشيء الكثير ”سِفرٌ مهاجرٌ لِرَبِّه“، إذ قدّم لقصيدة بمقدمة نثرية مشوبة بالشعر إذ قال: ”وحين تأملتُ في عينيكَ رأيتُ عذابَ اليُتمِ وثِقل النبوة وألم الغربة، سِفر مارية القبطية الذي لم يقرأهُ سوى محمد بن عبدالله“، لتنطلق شاعريته بأبيات مليئة بالصور والمعاني ليقول:

هربتُ مِنَ الطوفانِ

وَجهي مُبلَّلُ

وخلفي ظِلالُ الموتِ تعدو وتصهلُ

عبرتُ مرايا الوقتِ

سِفْرًا مؤجلًا

وعيسايَ مصلوبٌ على الجيدِ مُثقلُ

فتحتَ ليَ الصحراءَ

لُغزًا مُغايرًا

على وجهِها خطوُ الرياحينِ يسهلُ

أسائِلُ عنكَ الغيمَ

أدري بأنها

متى ما رأت شمسًا

أتتكَ تُظلِّلُ

لم يكتف بذلك لينتقل من الصحراء لينقل المتلقين إلى عالم آخر فيه من الدفء والظلال والرائحة الطيبة والماء وغير ذلك من عناوين الجمال، التي تؤكد المعنى وهي أن الرسول الأعظم ﷺ غمامة تشمل الجميع، ليس البشر وحسب بل تشمل حتى الطبيعة، فالرسالة السماوية هي رحمة للعالمين.

الحب الكبير

وعلى ذات النسق يسير الشاعر المتألق دائما حسين آل عمار والذي عنون قصيدته ب ”كالحب يكبر“ فقد أنشد قصيدة لا تحتمل أكثر من معنى واحد وهي ”الحب الكبير“ الذي يكنّه الإنسان المسلم المؤمن لنبيه الأعظم ﷺ، وهذا الحب قد يتجاوز الجوانب العاطفية، بل قد يدخل التحليل العقلي والفلسفي في هذا الحب، بمعنى أن ثمة عوامل وخدمات راقية قدمها هذه العظيم أصّلت الحب والعلاقة الروحية بين النبي وأفراد أمته.. يقول الشاعر:

لولا اخضرارُكَ

لم أقربْ ولم أفدِ

يا سورةَ الحبِّ أنزلْ مُصحَفًا بيدي

ثم اصطفينِي

فلي من عزلتي قلقٌ

ما زالَ يجثُم بينَ الروحِ والجسدِ

وكم سمعتُ،

رأيتُ،

اخترتُ ملءَ قنا عاتي طريقَكَ

لمَّا خانني جَلَدِي

رأيتُ حيثُ رأيتُ:

الوقتَ يُبحرُ منسابًا علينا كماءٍ تاهَ في الزبدِ

وبذلك يؤكد أن محبة الرسول جاءت كونه أنقذ الأمة من الظلالة والانحطاط والجاهلية، والعطف والرحمة والعطاء لدى المختار شملت الجميع، ولولا رعايته ”عليه افضل الصلاة والسلام“ بالأمر الألهي لكنا في عالم آخر، لذا يقول الشاعر:

كنَّا سنسقطُ

لكنَّ السماءَ أبَت،

فلم يدعْ كتفُ المختارِ من أحدِ!

تَنَازَعَتْهُ الخُطى فاحتزَّ قسوتَها

بما تناسلَ من إيمانهِ الأمدي

ولم يزل يُمسِكُ الدنيا ويسندُها

كخيمةٍ ثبُتَت عمرًا بلا وتَدِ

وكلَّما خاطَبَتْهُ الروحُ ألهمَها

كأنهُ مَدَدٌ

ينسابُ من مَددِ!

يا أيُّها الجسَدُ الإلهامُ

أيُّ فمٍ يعلِّمُ النفسَ: ”ماذا قدَّمتْ لِغدِ؟“

وأيُّ قلبٍ أتى مِن روحِ ”آمنةٍ“؟

كأنهُ نَسلُ جيلٍ صُبَّ في ولدِ!

ابتسامة الماء

اما الشاعر عبد المنعم الحليلي، فبعد تقديمه بجملة مختصرة ”حضنتْ رحمتُهُ كلَّ شيء“ ثم توج ذلك بالآية الكريمة ”وما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ“، انطلق في قصيدته تحمل مفردات مقارنة بين ما يحمله الرسول الأكرم من قيم تتجسد في السلوك اليومي لديه ”صلوات ربي عليه وعلى آله“، مقابل القيم الأخرى، فهو الرحمة والحب، مقابل البغض والكراهية، ولأنه يحمل هذه القيم انعكس نوره على كل مفردات الطبيعة.. يقول الشاعر:

وُجُودُهُ الظِّلِّيُّ

مِلْأَ الرَّحمَةِ ابْتَدَأَ

ومَاجَ بِالغَيبِ حَتَّى قِيلَ مَا هَدَأَ

جَرتْ يداهُ

وكانَ الماءُ مُبتَسِمًا

وأحيَتِ الكونَ إِلَّا البُغضَ والظَّمَأَ

جَرَى انْعِكَاسَ هُدًى في الأرضِ

جاءَ لها بالنُّورِ

وَهْوَ عليها خيرُ مَنْ وَطَأَ

مشى عليها ربيبُ اللهِ

مُلتحفًا غمامةَ الحُبِّ

مذْ ليلٌ بِها امْتلأَ

بناء على ذلك فكان سلاح النبي الأعظم في مواجهة بعض التحديات هو إشاعة الحب والمودة، بوسائل أكثر إيجابية تبتعد عن كل مسميات القسوة والعنف، لتنتج الرحمة والأمان، لأنها رسالة إلهية جاءت من رب الكون، الذي هو أرحم الراحمين فيقول:

ما كانَ فظًّا غليظَ القلبِ

ما ابْتعدتْ يداهُ عنْ نبضةٍ قالتْ هوايَ نأى

ما انْفضَّ هذا المدى منْ حولِهِ أبدًا

وكانَ يبني لخوفِ النّاسِ مُلتَجَأَ

عينٌ إلهيَّةٌ

كفٌّ مُخلَّقةٌ منَ الضِّياءِ

ومِشكاةٌ تضمُّ رؤى

يسيلُ أضواءَهُ

حتّى يُوزّعَها على القُرى:

- شمعةً

- زيتًا

- ومختبأَ

وجنَّةً منْ مرايا فوقَ أشرعةٍ منَ النَّدى

تقرأُ الآياتِ والنَّبأَ

تراتيل سماوية

وتحت عنوان ”تراتيل سماوية“ وقف شاعرنا المتألق ذي النزعة الولائية الكبيرة للنبي وآله الكرام حسين بن ملا حسن الجامع، فيقول:

أهدت إلى أحرفي ذكراك ألف فم

فعاد يغرق في أنوارها قلمي

انا المتيّم لف الحب أوردتي

فكيف لا يتقن الإبداع بنض دمي؟

ومقلتي باسمك الوهاج

مغرمة

وكم يلذّ نشيدا حالما.. بفمي

وفي هواك رسمت الشوق قافية

وقلت:

دونك هذا الفيض فاستلمِ

ثم يورد مبررات كل تلك السيطرة الروحية من قبل النبي الأعظم ليقول:

يامن ملكت رؤانا من أزمّتها

عفو البيان

إذا ما عاد وهو ظمي

محمدٌ يا رسول الله يا فلقا

على الوجود تجلّى في دجى العدم

يا علّة الكون حسب الكون أن يداً

من البهاء أماطت عتمة الظلم

يا رحمة الله لولا أنّها اعتنقت

روح الحياة.. لما قرّت ولم تدم!

أصفاك ربك يا تسبيح قدرته

دون البرية من عرب ومن عجم

فكنت أشرف خلق الله منزلة

وكنت أكرم من يمشي على قدم

قراءة المديح النبوي

وضمن برنامج الأمسية الذي ضم عددا من الشعراء، قدّم الشاعر ياسر الغريب قراءة للقصائد النبوية، أو القصائد الموجهة لمدح أو رثاء النبي الأعظم ﷺ ووضعها تحت عنوان ”الذاكرة من التوثيق على التخليق“، وقال بأن هذه القصائد اشتغلت باستحضار السيرة النبوية بأبعاده الثرة المختلفة، منطلقة من تلك القصائد التي أبدعها شعراء صدر الإسلام مثل حسان بن ثابت وكعب بن زهير وعبدالله بن رواحة وغيرهم، حتى توالت الكتابات، مما شكلت مدوّنة ضخمة في الشعر العربي حتى يومنا هذا.

ويضيف الغريب: ”وعندما يحضر مصطلح الذاكرة يتجاوز معه دائما مصطلح المخيلة باعتبار أن الأولى تعمل مثل آلة التسجيل والثانية تعمل على إعادة التركيب....“ مشيرا إلى أن الشاعر قاسم حداد يعبر عن الذاكرة والمخيلة بأنهما الجناحان اللذان يرفدان النص للكاتب للتعبير عن لحظته الجديدة.

ويقول الغريب أننا حين نبحث في الأدب النبوي لا يمكننا ان نتجاوز احمد شوقي الذي كتب مطوّلاته بإتقان، ساعدته طبيعة مصر الدينية التي تحتفي دائما بالمولد النبوي الشريف، وقد استطاع شوقي ان يحشد القيم والمبادئ ولم يكترث بشكلية المناسبات وزخرفها، وقد قدم أكثر من قصيدة نبوية أي أنها لم تكن عابرة، وكل قصيدة تفتح الشهية لبحث كامل فيها.

ويورد الغريب امثلة لشعراء معاصرين كتبوا في السيرة النبوية منهم مصطفى جمال الدين

عودة إلى الشعر

وبعد استراحة قصيرة عاد الشعراء لنثر ابداعهم، مستمدين من الأنوار النبوية العديد من المعاني والصفات، ليأتي الشاعر محمد الفوز ليقول:

مذ أعجز المعنى بوحي كتابهِ

حتى تسمَّرت اللغاتُ ببابهِ

وجداره العالي أطلَّ بآيةٍ

صوفيةٍ؛ خرَّتْ على أعتابِهِ

وتلفّتَ المجهولُ حين تأنقتْ

عينُ الجهاتِ بملتقى أهدابهِ

وترجّلَ القمرُ الحزينُ بصهوةٍ

كي يستريحَ الآن بعد إيابهِ

ويقولُ: للطرقِ العجولةِ؛ إننا

”عربٌ“ نُضيء الخلق في أصلابهِ

**

وتلا ذلك الشاعر محمد آل قرين، يقدم قصيدة من الشعر الحر، وكانت أشبه بلوحة فنية مليئة بالصور والمعاني يقول فيها:

في مكّةٍ تغفو الحمائمُ تستريحُ على ضفافِ الغيبِ

حيثُ هديلُ أمواج ِالسّماءِ كحنطةٍ..

لا لونَ يعرفُها سوى لونِ المحبّةِ

لم يزلْ سربُ الفراشاتِ المذوّبُ في تأويل الحكايا

سابحًا في صوتِ بطحاءٍ تعطَّشَ لاستماعِ الماءِ

واللغةُ المعتّقةُ اكتست عطرَ المرايا

والسّماءُ اسَّابقتْ..

لهثتْ؛

لأنّ وليدَها سيدوسُ في أمّ القرى الحَصْبا..

هنا ركضتْ على الأرضِ السَّماءُ

الصّمتُ غلَّفَ ضبحَها

ملكوتُ سمْعِ العالمِ الدُّونيِّ لم يُطِقِ استماعِ العرشِ

ثمَّةَ ربكةٌ ما

استيقظَ الخدَرُ، استشاطَ الضّوءُ

ضجَّت في المخاضِ جبالُ ذاكرةِ المقدّسِ بالأغانيْ..

زمزمٌ زمَّتْ طقوسَ عذوبةِ النَّبعِ القديمِ

غدتْ له بالضَّوءِ تغسلُ ماءَها..

إلى يقول:

بمشيئةِ الأقدارِ

أنجبتْ السَّماءُ وليدَها

نبضتْ شرايينُ الوجودِ

ملامحُ الملكوتِ تبسطُ في البسيطةِ بهجةً

ظِلُّ الألوهةِ حاملٌ في كفِّه الدُّفَّ..

استفاقَ الوقتُ يَدعكُ عينَهُ في دهشةٍ متعجبًا

كيف الزَّمانُ اسطاعَ أنْ ينماثَ في روزنامةِ الجذلِ المخبَّأ في الغيوبِ؟!

اسطاعَ حقُّا مذ على يدِ بنتِ وهْبٍ

أحمدُ الأوصافِ جاء.

لوحة الشعر الشعبي

لم يغب الشعر الشعبي عن الأمسية، إذ صدح الشاعر حسن بن الشيخ عبدالكريم الفرج بعدد من القصائد الشعبية، لقيت كغيرها من القصائد تفاعلا كبيرا ممن حضروا الأمسية النبوية إذ قال في القصيدة الأولى:

قالوا عنك الخلان حجي هواي

قالو للعقل والروح هم تسلب

قالوا من تذكره املاكها تحف بيك

وسهام لمحبته تصيبك وتنشب

لقيتك بالفعل تأسر ثنايا الروح

لحد لو عنها غبت تضج تظل تندب

ومن تمطر غيومك عالقلب تلقاه

كل بقعة بصحاري قليبي هم تعشب

تناجي الروح رسمك كل صبح تحديك

تظل تنطر صباحك ساعة المغرب

ولو هالدنيه أخذتني ومشت لبعيد

تظل قطب اليشد رويحتي ويجذب

وفي القصيدة الثانية: يقول

مِنْ نُورَكْ سِطَعْ ضَوَّيت كِلْ الكُونْ

وانْشَّد صُوبْ نُورَكْ قَاصِي والْدَانِي

نَجْمَكْ مِنْ عِلَه خِضْعَت له الأكوان

لَنْ نُورَكْ الاهِي ونهْجَه رَحْمَاني

بِيكْ الليّلَه نِمْسَحْ كُلْ حِزِنْ وآهَاتْ

لَنْ مَهر الْفَرَحْ يمْرَح بمَيدَاني

ويأتي في القصيدة الثالثة:

يبو الزهراء حُبَّك مرْجل حشاي == ماي الكون ما يطفيْ يبَرْدَه

شما يحچون عنَّك تظل بدماي == سَاكِنْ والعِشگ يزداد مدَّه وأحنه اليوم صوبه نشد الگلوب == ونِعجنهَا بمَحَبْته وعُطر ورده

حبيناه صِرنه ابحبه انهيم == وكل مؤمن رضع حبَّه ابمهده

طبع اسمه اعله خَدْنَه مِنْ لِگينَاه == يضْوي اسْمَه يشع وجه المَخَدَّه

سِمَعنَه امْنَه تصلي اعليه عالدوم == من تدعي لولدها وهِيْ تِوَسْدَه

عرفنه الباري من شرعه وعبدانه == ومن مالزم شرعه عيونه رمده

لهذا يَمْ نبينَه نِخنَه الضعون == نذوب بحبه وبحب آله وِلْدَه

ويختم فقرته بقصيدة لا تقل جمالا عن اخواتها:

على بابك رِدِت تقبلني ناطور

أخيِّم يم ضريحك دوم ماروح

واشعِل قلبي شمعة تضوِّي عالباب

يذوب، شلون ماذابتلك الروح

أحبك قد محبتك لامّ الحسين

تخاف من الندى لجفوفها يلوح

أنا الولهان رايد نظرة مولاي

أنا بسيف المحبة دوم مذبوح

جروح الدنيا أخذت منِّي الافراح

بس ليلة بزوغك طابن جروح أنا العاشق وأغني محبتك دوم

لحد صوت العشق تلقاه مبحوح

أنا المفتون حبك يجري بدماي

واحلف كل خلية بحبك تفوح