الوعي والانتباه أثناء قيادة السيارة
ظاهرة عدم الاهتمام بالوعي المروري أثناء قيادة السيارة عند الكثير من سائقي المركبات وبالخصوص فئة الشباب والمراهقين وبعض السائقين الأجانب، أصبحت من الظواهر التي تقلق الناس وتحتاج إلى تكاتف الجميع للحد من الحوادث المرورية التي تتسبب فيها حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات.
التيه والسرحان والانشغال وتشتيت الفكر بكافة صوره وأشكاله مثل: الإهمال وعدم الانتباه واستعمال الجوال أثناء القيادة، وتشتيت تركيز النظر على الطريق قد يسبِّب حوادث خطيرة، وإن الحوادث التي قد تحدث بسبب التيه والانشغال بغير الطريق ربما تتسبب في حوادث مؤلمة، وإن لم تكن كذلك فهي تتسبب في تعطيل الناس عن الوصول لوجهتهم أو إلى مقار عملهم، وتهدر الوقت وتربك الآخرين على الطريق.
لا شك بأن الجلوس أمام مقود السيارة يتطلب مستوى عالٍ من التركيز والإلمام بمختلف قوانين وقواعد المرور، والالتزام التام بها كون أن الكثير من الحوادث تتسبب فيها الغلطة البسيطة، وغالباً ما يقع معظم السائقين ببعض الأخطاء أثناء قيادة السيارة، كعدم استخدام إشارات السيارة عند الخروج من الشارع أو عند الانعطاف يمينًا أو يسارًا لإخبار الآخرين بذلك، هذا الخطأ البسيط الناجم عن النسيان أو الغفلة قد يؤدي إلى حدوث اصطدام خطير مع سيارات أخرى قريبة من السيارة التي تقودها.
هناك خطأ شائع عند بعض سائقي المركبات وهو إبقاء القدم على فرامل السيارة بشكل مستمر أثناء القيادة، وهذا يربك السائقين الذين يسيرون خلفك لأنهم لا يعرفون ما أنت فاعل وما الذي أمامك لإبقاء قدمك على فرامل السيارة، وكذلك القيادة ببطء في الطرق السريعة الذي ربما قد يؤدي إلى عرقلة المرور، والتوقف بشكل مفاجىء دون إعطاء أي تحذير يجب أن يكون ذلك مترافقاً بالإشارات المناسبة من السيارة وإلا فإن التوقف المفاجىء دون إعطاء إشارة يؤدي الى موقف خطير على الطريق وربما حادث.
ظاهرة وضع الأطفال في الكراسي الأمامية أو في أحضان السائقة ”الأم“ أو السائق ”الأب“ أثناء قيادة السيارة هي من أكثر الأخطاء شيوعاً والذي يقع فيها العديد من قائدي السيارات، حيث يظنون أن احتضان الطفل أثناء القيادة يجعله في أمان، بينما الحقيقة أنه يعرضه للخطر بصورة أكبر، ففي حال قيام قائد السيارة بالتوقف المفاجئ، فإن الطفل سيتعرض للاصطدام بمقود السيارة بصورة عنيفة، وربما تحدث إصابات مؤلمة، لذا يجب تجنب حمل الأطفال أثناء القيادة.
بروز الأطفال من النوافذ والفتحات السقفية للسيارة أثناء قيادتها خطرًا يتربص بهم وربما يحدث في أي لحظة، وهذا السلوك أدى إلى وقوع حوادث مؤلمة تسببت في إزهاق أرواح بريئة معظمها من الأطفال الصغار الذين لا ذنب لهم سوى غياب الوعي عند قائد المركبة والذي كان هو السبب في إعاقتهم أو إنهاء حياتهم! ولهذا يشعر المتأمل الْيَوْمَ في حياتنا بالامتعاض والحيرة تجاه هذه الظاهرة المنتشرة في مجتمعنا وتستفز مشاعرنا ولا نستطيع منعها.
وفي الختام إن قيادة السيارة تحتاج إلى الوعي والتركيز أثناء القيادة، والاستعداد لمواجهة الحالات المفاجئة التي تواجهنا على الطريق، وإن أولادنا أمانة في أعناقنا فلنحرص على سلامتهم داخل المركبة، وأن لا نكون سببًا في إصابتهم بحادث مؤلم أو إعاقة شديدة عندما نتركهم يبررون أجسامهم من نوافذ السيارة أثناء القيادة.