آخر تحديث: 21 / 12 / 2025م - 8:25 م

ضمن الجلسة النقدية لبرنامج القراءة النقدية لمحاضرات ”الشيخ العبيدان“

الدكتور العثيان: ربط حرية التفكر بالدين بحاجة لمرجح مقبول

جهات الإخبارية حسن عبيدان - تصوير: احمد الحيراني - القديح

اكد الدكتور ثامر العيثان، ان التعريف الأول للحداثة ”تشتمل على مقومات ثلاث: حرية التفكير وتحكيم العقل للإنسان وكل ما يعرض والدعوة للعلم ومناهجه“ يتفق مع اطروحة الإسلام، حسب ادعاء المحاضر الشيخ محمد العبيدان في محاضرته «شمولية الشريعة المحمدية بين الحداثة والعلمانية“.

وأضاف ان الحداثة في تعريفها الاول انتجت تقدماً وازدهارا اقتصاديا وسياسياً واجتماعيا وعلميا لدى العاملين بالحداثة، متسائلا لماذا لم يحدث هذا عند المسلمين إذا كانوا يؤمنوا بأسس الحداثة، بالحرية والتفكر والعلم؟.

وأوضح خلال للجلسة النقدية السادسة لبرنامج القراءة النقدية لمحاضرات الشيخ العبيدان، ان التعريف الثاني للحداثة فيه تطرف، حيث ان الذين يؤمنون بالحداثة يقدمون التشريعات الانسانية ولا يعتمدون التشريعات الدينية بدون سبب دنيوي مصلحي واضح.

وتابع ”اذا هم ليسوا ضد الدين، ولكن لا يعتمدون تقديم الدين على الدنيوي. الضدية مقصود بها العداء، وهنا لا يوجد عداء ولم يقولوا بذلك“.

وبين ان المحاضر في التعريف الثاني يعتبر الحداثة منهج فكري ومذهب اجتماعي في الحياة ضد الخالق سبحانه والدين الذي أرسله للبشر وهذا يعني تحرراً فكرياً من سيطرة الخالق سبحانه في الأرض فيكون الانسان حراً لا يحكمه شيء ولا يخضع لشيء.

ولفت الى ان عناصر الحداثة هي: حرية التفكير والتعبير والشك، وتحكيم العقل وهو الميزان لقبول الأمور «تأليه العقل»، والأخذ بالعلم ومناهجه بعيداً عن الدين وأحكامه، وتمجيد الفردية، يعني للفرد تحقيق مصالحه بأي طريقة.

وقال ”ان ربط حرية التفكر بالدين، والتفكر هو من اسس الحداثة، وهذا يحتاج الى مرجح، اما الدين او العقل، والمرجَح يجب ان يكون مقبولا عند المرجِح. بمعنى اخر، إذا تم قبول التفكر كأداة مقبولة عند الدين، كيف نقارنها بالدين؟“.

وتساءل، هل نقدم التفكر في نتائجه والياته على الدين ومفاهيمه، ام نقدم الدين على العقل، الة التفكر.؟ تفضل المحاضر في بداية محاضرته ان التفكر ممدوح بالدين، ولكنه مقيد بتعاليم الدين. إذا لا يمكن مقارنة تفكر مطلق، واخر مقيد.

وأشار الى تشعب مصادر ادلة شمول الشريعة للدولة واسقاط الشبهة العلمانية الحداثوية، القران والسنة، والواقع التاريخي لدولة الرسول ص. هذه الأدلة المتشعبة تحتاج الى وقت وشرح لإقناع المستمع بنجاعتها واهميتها. وهذا لم يتم.

وذكر ان فكرة النقد لما يطرح على المنبر الحسيني فكرة رائدة وتثري الساحة وتمنى من القائمين على البرنامج تفعيلها بشكل أكبر لتشمل محاضرين وخطباء آخرين ممن يتفقون مع هذه الفكرة لأنه تثري وتغني وتبعد المتطفلين على المنبر الحسيني.

وأشار الى عدم التركيز على اجابة الشبهات، لأنها تم ذكرها في المحاضرات السابقة. «حتى تكون الافكار مترابطة في ذهن المستمع، يجب ذكر الاجابة على الشبهات بعد ايرادها، ولو مختصرة. وهذا يوفر عناء البحث للمستمع واكتمال الفكرة بذهنه». خصوصا انه في المقدمة تم تقسيم المحاضرة، وقسمها الأخير هو رد الشبهات.

وقال يجب ملاحظة تشعب مصادر ادلة شمول الشريعة للدولة واسقاط الشبهة العلمانية الحداثوية، القران والسنة، والواقع التاريخي لدولة الرسول ص. هذه الأدلة المتشعبة تحتاج الى وقت وشرح لإقناع المستمع بنجاعتها واهميتها. وهذا لم يتم.

بدوره علق الشيخ محمد العبيدان تعقيبا على انتاج الحداثة تقدما وازدهارا وهذا ما لا نجده عند المسلمين بأن وجود الرؤية هو المنشأ وبالتالي المنظومة الفكرية وللبشر دور في مقام التطبيق فإذا عمد البشر إلى تطبيق ما قدم إليهم كان ذلك موجباً لحصول الأثر وعليه لا يمكن للإنسان أن يتقدم ويتطور من دون وجود منظومة فكرية فهنا عنصران أساسيان: المنظومة الفكرية أولا والأفراد المطبقون ثانياً. فليس للقيود التي تضمنتها الشريعة أي دخل وإنما خلل التطبيق من قبل الأفراد للمنظومة كان عائقاً ومانعاً عن التقدم والازدهار.

وأضاف، تعليقا على أن الحداثة ليست ضد الدين كان الجواب أن الحداثة طرحت فكرة التخلي عن الإله وهذا شاهد أنها ضد الدين كذلك الواقع الخارجي للمجتمع المسيحي ونسبة المتدينين فيه شاهد على تخليهم عن الدين.

وتعليقا على حرية التفكير لدى الحداثويين وانسجامها مع الإسلام، أجاب الشيخ العبيدان بأنه لا يوجد انسجام بينهما فهي عندهم قائمة على أسس: الشك والتساؤل في كل ما هو مسلم ونزع القدسية.

واتفق الشيخ العبيدان مع الناقد بأن الإجابة على الشبهات كانت تحتاج إلى بسط والإحالة على المحاضرات السابقة ليس فنياً وإن كان علمياً والتعليل بأن الشيخ العبيدان يصر على أن يكون للمستمع دور وحراك بالسعي والبحث وأن لا يكون متلقي جامد.

يذكر ان الدكتور ثامر عبد المحسن العيثان، من مواليد الأحساء عام 1961، حاصل على شهادة الدكتوراة في فيزياء الجزيئات الاولية النظرية من جامعة سيراكيوز الأمريكية، أستاذ مساعد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، له عدة ابحاث تخصصية في الفيزياء، مشارك في العديد من الأنشطة الثقافية في منطقته، له بحوث ومحاضرات حول علاقة العلم بالدين.













ملخص المحاضرة: ”شمولية الشريعة المحمدية بين الحداثة والعلمانية“

المحور الأول: تعريف الحداثة والعلمانية.

معنى الحداثة: معنى أول هو عبارة عن كل أمر جديد وحديث ووفق هذا التعريف فهي تشتمل على مقومات ثلاث:

1» حرية التفكير 2» تحكيم العقل للإنسان وكل ما يعرض له 3» الدعوة للعلم ومناهجه.

هذا التعريف متوافق مع الاطروحة الإسلامية وشريعة النبي محمد ﷺ فالمقومات الثلاثة تمثل بعض مناهج الإسلام.

الإسلام نادى بحرية التفكير، ويعطي العقل مساحة كبيرة واهمية بارزة، وحث أتباعه على اتباع العلم بأوسع معانيه.

المعنى الثاني: الحداثة منهج فكري ومذهب اجتماعي في الحياة ضد الخالق سبحانه والدين الذي أرسله للبشر وهذا يعني تحرراً فكرياً من سيطرة الخالق سبحانه في الأرض فيكون الانسان حراً لا يحكمه شيء ولا يخضع لشيء.

عناصر الحداثة: 1» حرية التفكير والتعبير والشك. 2» تحكيم العقل وهو الميزان لقبول الأمور «تأليه العقل».

3» الأخذ بالعلم ومناهجه بعيداً عن الدين وأحكامه. 4» تمجيد الفردية، يعني للفرد تحقيق مصالحه بأي طريقة.

وهذا التعريف مع عناصره لا يمكن قبوله لما فيه من مفاسد واشكالات مع أن الإسلام يقبل هذه العناصر الأربعة لكن بحدود.

تعريف العلمانية: تعني عدم الصلة بالدين أو التضاد مع الدين وحاصلها عزل الدين فلا يكون له سلطة عن حياة الانسان.

ظهرت بسبب إرهاب الكنيسة الفكري ضد العلم والعلماء وتقسيم المسيحية الانسان إلى مرتبط بالدين ومرتبط بالدولة والقول بالتفويض بمعنى مادام الرب غائباً فلا يتدخل في شئون العباد ولهم حرية فعل ما يشاؤون.

النتيجة: أن أطروحة الحداثة والعلمانية لا تنسجم مع الإسلام من جهة وهي منافية له منافات تمامة من جهة أخرى.

المحور الثاني: شبهة العلمانيين أن الشريعة المحمدية محصورة في الدين ولا تشتمل على تخطيط لمبادئ الحكم وأن ما كان من النبي ﷺ خلال تواجده في المدينة ليست زعامة سياسية تمثل حكومة بل مجرد زعامة دينية فقط ودليلهم:

1» آيات البلاغ في القرآن تبين وظيفة النبي والجواب أن التعامل مع الآيات لابد من معرف سبب النزول وسياقها وموضوعها. 2» رواية ”أنتم أعلم بأمور دنياكم“ ورواية ”لست بملك“ والجواب مع ضعف السند فالمعنى مختلف عما توهمه المعترضون.

3» من الممكن الاتفاق على أن يكون العالم تحت دين واحد لكن ليس من المعقول أن ينتظم العالم كله على وحدة سياسية يعني على حكومة واحده لأن هذا يكاد أن يكون خارجاً عن الطبيعة البشرية والجواب: إذا أمكن الانتظام تحت دين واحد فيمكن الانتظام تحت حكومة واحدة.