لئن بسطت يدك!
مع الكثرة والوفرة تقل الخيارات التي تمكننا من المقارنة بين الأشياء واختيار الأفضل على أساس مميزات وعيوب إيجابيات وسلبيات صالح ونافع، كلنا يُدرك حالة التكدس التي تحيط بنا ونغرق فيها، فأكثر المقتنيات لسنا بحاجة لها وما نعرف السبب في اقتنائها وهذا يسبب الفوضى العارمة في عالمنا الشخصي، تكدس في الأحلام، تكدس في المشاعر، تكدس في الآلام والجراح، والكثير الكثير من التكدسات، لها أول ما لها آخر، مما يعنى تراكمات على مر السنين، أحيانًا نصل إلى حد التكلس، وأحيانًا أُخرى إلى درجة الانهيار والتفتت الداخلي، نتيجة للتكدسات المتكررة، لكن مع التكرار تحصل حالة من التفريغ العاطفي، والبكاء الذي يكون بمثابة نافذة تنفس الصعداء، واستنشاق بعضًا من النسمات الرقيقة التي ينطفئ من خلالها لهيب النار في الأعماق كبركان خامل، بينما الأقدام على صفيح حار.
هنا لابد من إتقان مهارة التحمل والصبر، والبحث عن وسائل نوعًا ما تخفف من الإحساس بالألم، فالخيارات معدومة، في حين قد يبدو التظاهر بالرضا أو عدم الرضا منفذًا للخروج من دائرة الصراع حتى مع انكسارات النفس، لأنه لاخيار غير ذلك، فلا إشكالية في الأمر، طالما الرضا وهو الحل ولا يسبب فوضى ويسد الأفواه، الرضا في كثيرٍ من المواقف عملية تسليكية لوضع النهاية عندما يكون الجدال والطرح عقيمًا، من أجل فرض السيطرة.
”لئن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك“.
فالرضا في أغلب الحالات لا يعني الخضوع والاستسلام بل هو حالة سلام وحالة من العقلانية ورقي في التفكير للحد من تصادمات في أغلبها هوجاء.
سأل مديره لما لم تدرج اسمي ضمن قائمة المتميزين بالرغم من من حصولي على درجات كاملة في تقويم الأداء الوظيفي وكل التقارير التي تصدر في حقي تشير إلى أنه مكتمل ولا يوجد أي نقص، فأجبه لأنك منجز ومتفانٍ في عملك، فأنت لا تستحق أن تكون متميز، فكلمة متميز تعطى وتمنح لغير المنجزين كي يكون منجزين، فهؤلاء لا يعملون إلا من خلال التصفيق ودهن السير وكلمات النفاق، فشهادات الشكر والتقدير لا تليق بك. لذا عليك أيها المنجز أن تواصل عمل وتنجز أكثر فأكثر يكفيك كلمة في ميزان الأعمال حتى وإن لم تجد مكانًا تصرفها فيه، اعمل لذاتك فأنت من تقيم جهدك وتحفز نفسك وتكافئها لتكون أكثر صمودًا وإرادةً على مواصلة العطاء.