ضحايا الوهم في العالم الإلكتروني
يبدوا أن الكثير من الناس في مجتمعنا أصبحوا فريسة سهلة للمحتالين والنصابين في العالم الإلكتروني! عندما كشفوا أسماؤهم وأرقامهم السرية الخاصة بتعاملاتهم مع ذلك العالم إلى كل من هب ودب، بعد التطور التكنولوجي الذي سهل لنا الحياة وجعل التحكم في الكثير من معاملاتنا تنتهي بظغطة زر من جهازنا الذكي الذي نحمله معنا أينما كنا، ولا يمكننا الإستغناء عنه لحظة واحدة.
نتناول في هذا المقال خطورة إفشاء أو كشف اسمائنا وأرقامنا السرية للآخرين في العالم الإلكتروني، الذي تبرز في الانجرار خلف المحتالين في هذا العالم، الذين يتصيدون ضحاياهم عبر وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، لتحقيق مآربهم برسائل منمّقة تخبرهم بالفوز بجائزة مالية، أو عبر ارسال التهاني والتبريكات بحصول الباحثين عن عمل عبر النظام الإلكتروني على وظيفة مرموقة.
رقمك السري في تعاملك داخل النظام الإلكتروني هو مفتاح الأمان لكل معاملاتك سواءً الحكومية أو البنكية أو أي معاملات أخرى، وكشفها الى كل من هب ودب في العالم الإلكتروني بوهمك الفوز بجائزة دات قيمة مالية أو حصولك على وظيفة مع شركة لا يعرف مقرها سوى أنها تعمل عن بعد، لكن وجود الطمع وقلة الوعي بين الناس من خطر العالم الرقمي هما من أهم أسباب الاحتيال ووقوع الضحايا في براثن المحتالين في هذا العالم.
الجهات الحكومية في الدولة رعاها الله تبذل جهوداً متواصلة عبر رسائل تثقيفية، ترسل للمواطنين للحد من عمليات النصب والاحتيال على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت أو من خلال رسائل مضللة عبر الهواتف، والتحذير من استغلال المحتالين الفضاء الإلكتروني ببث رسائل مختلفة للجمهور متضمنة روابط مزيفة ومعلومات مضللة ربما تنقل فيروسات ضارة للأجهزة أو معلومات مالية وشخصية لقيام بعمليات نصب واحتيال.
من ابرز مظاهر الخدع والاحتيال التي يمارسها المحتالون في العالم الإلكتروني هي:
1 - استغلال بيانات المتقدمين والمتقدمات على وظائف يستغلها المحتالون، ويجري توظيفهم بالعمل عند بعد لأجل تمرير التحويلات المالية منهم للآخرين وللمحتاللين مباشرة.
2 - إغراء المواطنين برسائل نصية لبعض من احتياجاتهم مثل: تم منحك قطعة أرض وأعطيني السجل المدني وماعليك إلى سداد الرسوم الحكومية لوزارة كذا...
3 - رسائل تخبرك بأن حسابك البنكي مجمدًا وعليك تزويدنا بالرقم السري لإجراء عملية التحديث، تلك بعض الأمثلة لوسائل الاحتيال مما يستوجب على المواطنين رفع مستوى الحيطة والحذر من المحتالين، وعدم حفظ اسم المستخدم والرقم السري في مواقع الخدمات لكي لا تكون لقمة سائغة في أيدي النصابين في العالم الإلكتروني، والقانون لا يحمي المغفلين.
هناك قصص وحكايات نصب واحتيال مؤلمة للأسف حدثت للكثير من الناس في المجتمع من الجنسين، وربما النساء هم أكثر عرضة وسهولة للإختراق من المحتالين في العالم الإلكتروني، حيث يتم خداعهم برسائل عبر البريد الإلكتروني، أو عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مثل: فيسبوك، تويتر، إنستغرام، واتساب، وتتضمن عبارات مثل: ”مبروك ربحت جائزة مالية“ أو "أنا فلان من الشركة الفلانية أو البنك الفلاني أو أو أو.. فقط أعطنا بياناتك الشخصية وسنتواصل معك لتسهيل أمورك، ولكن في النهاية وبعد فوات الأوان يتبين أنها عملية احتيال.
لا بدا للناس في العالم الالكتروني من أخذ الحيطة والحذر وعدم تقديم أية معلومات مالية أو شخصية إلا من خلال الطرق الصحيحة والمعروفة، والتي تقدمها المؤسسات الحكومية والخاصة بالدولة، والابتعاد عن الأساليب الخادعة التي يقوم بها المحتالون في العالم الإلكتروني بغرض الاحتيال والنصب، وضرورة توعية الناس بالمحافظة على معلوماتهم الشخصية المستخدمة في العالم الرقمي وعدم كشفها للمحتالين أو لأي شخصًا آخر، لكي لا يكونوا من ضحايا النصب الإلكتروني.
ختاماً إن التعاملات في النظام الإلكتروني تتطلب ضرورة أخذ الحيطة والحذر من عمليات النصب والاحتيال، حيث يستخدم المحتالون والنصابون شتى الأساليب المغرية لاصطياد ضحاياهم، وعلى ضرورة الانتباه إلى عدم التعامل مع الأرقام الغريبة، والمحافظة بكل ما أوتيتم من قوة على سرية المعلومات المالية والشخصية، وعدم التعامل مع الاتصالات والرسائل الهاتفية إلا بعد التأكد من مصدرها.