سأخلع طعم الريح...
في لغةٍ متجددة وصورٍ شعرية غاية في الجمال والدهشة يحاصرنا الشاعر علي مكي بالمجاز وينقلنا من مكان لآخر بعد أن ادخلنا عالم اللغة واستباح مفرداتها وحررها من الاعتيادية «يحكي لي الناي - أن اللحن يوجعه إن حركته... بقايا الريح تدمعه»
وتظهر قدرته وبراعته في تحقيق الشاعرية في اللغة غير المعتادة، لغة قادرة على الانزياحات اللغوية والتشكيلات الدلالية القادرة على مفاجأة القارئ بما لا يتوقع.
«مازلت تمشي والمسافة واقفة هل بدل الليل الطويل معاطفه»
استطاع الشاعر أن يخترق جدار اللغة ويكون لنفسه لغة شعرية مميزة بصورها وادواتها ومفرداتها الخاصة.
فقد كان الشاعر يُسبِّح للحب ويوقظ الأمل والألم
«أراك
ولا أراك معي
كأن هواك متسعي».
وبصور متلاحقة لا تستطيع الافلات منها تجد نفسك اكملت ما لم تبدأ به فعلا ”وجبة دسمة بأمتياز بعيدة تماما“ عن المباشرة
«أغافل
الضوء مغسولا بنكهته
وأستفز مساءً.... يشتهي سهرك»
منحنا الشاعر «الصمت... السهر... والمساء» والكثير من الاكتشافات والمزيد المزيد من التأمل.
لم يكن «سأخلع طعم الريح» ديوانا ”عاديا“ بل قويا يحمل الكثير من التأويلات التي يحملها عنوانه فكل الأسئلة التي راودتنا في معنى «سأخلع طعم الريح» نجد الكثير من النصوص تجيب عنها
«انحت
الصمت... كي أرى
ضحكة اللحن في القصب
اخلع
الصوت من فمي
وأغني بلا سبب».