آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

توكلنا

زكي أبو السعود *

حينما كنت في المرحلة الدراسية المتوسطة، اي قبل ما يزيد عن النصف قرن، تمكنت بالاقتصاد في مصروفي اليومي من توفير قيمة ”المنجد“ للويس معروف، ومن هم في جيلي يعرف القيمة الكبيرة لهذا المعجم الكبير، الذي كان مرجعا لغويا ومعلوماتيا، يستعان به في جميع الاوقات. فكل سؤال لا تعرف الاجابة عليه، تجده في هذا المعجم.

اليوم تغيرت الاحوال، وقلة من الناس من زال يستعين به «وانا لست منهم»، فالتطبيقات العديدة وفي مقدمتهم جوجول سهل لنا الوصول الى الأجوبة السريعة للأسئلة التي تواجهنا في مسار الحياة اليومية.

اما لمن يريد التعمق ومعرفة مختلف الآراء، فجوجول واخواته لا تكفي، ولا خيار من الرجوع للكتاب سوى كان ورقيا او اليكترونيا.

تطبيق ”توكلنا“ يذكرني بالمنجد، فأول مرة طبع المنجد في سنة 1908، وظل يجدد كلما اعيد طباعته. وهكذا توكلنا، ففي البداية انحصرت فائدته في احتوائه على معلومات عن التطعيم عن مرض كوفيد 19. ثم تحول الآن لمصدر لكافة المعلومات الشخصية عنك، وتخطى ”ابشر“ في كمية المعلومات وتفاصيلها.، وخاصة الجواز الصحي الذي له قيمته الكبيرة في هذه الايام، حيث يظهر لك تواريخ التطعيمات التي اخذتها وهل انت محصن ام لا؟ ولهذا اذا اراد الشخص اخذ الجرعة الثالثة او المنشطة، فتوكلنا يبين تاريخ الجرعة الثانية، فأن مضى عليها ستة اشهر منذ اخذه الثانية فسيسمح لك بالمنشطة او الثالثة، أو عليه الانتظار حتى اكمال الستة أشهر كي لا تحدث له مضاعفات غير محمودة. وكل من يأخذها يقوم ”توكلنا“ في خلال 24 ساعة باظهارها وتثبيت ان الشخص قد نشطت مناعته ضد هذا المرض اللعين، الذي لا زال يفتك بالبشر وبالاخص ممن لم يتطعم ابداً.

حالة ”محصن“ الآن تقتصر على من تم تطعيمه مرتين، ولا تدخل الثالثة في تثبيت هذه الحصانة، ولكن ليس مستغربا ان تكون المنشطة ضمن شروط اكتمال التحصين مستقبلا. والحديث ليس جديدا في أن التطعيم ضد كورونا سيكون سنويا حتى يِقضى على المرض ويختفي تماما، أو يتم تطوير لقاح يكفي اخذه مرة واحدة في العمر، مثل بعض الامراض التي كانت تفتك بملايين البشر قبل اكتشاف اللقاح المناسب لها.

انا «والعياذ بالله من كلمة انا» اخذت الجرعة الثانية من التطعيم في يناير الماضي، ولهذا حينما اعلن عن اتاحته لمن تجاوز الستين واكمل ستة اشهر منذ الجرعة الثانية، ذهبت للمركز في معارض الظهران بالخبر في الحادي عشر من اكتوبر، واخذت الجرعة الثالثة. لقد شعرت بالارتياح لأني نشطت هذا اللقاح الذي من الممكن بفضل الله ان يحميني، ويمنع عني العدوى، أو يقلل من اعراض المرض فيما اصبت بالعدوى لا سمح الله.

الامر الغريب هو ان توكلنا لم ينقل هذه المعلومة في الجواز الصحي، ولا يظهر اني تناولت الجرعة الثالثة، رغم ان تطبيق ”صحتي“ يظهر ذلك. وحينما اتصلت بتوكلنا لمعرفة السبب، طلبوا مني التواصل مع وزارة الصحة «937»، اللذين لحد الآن لم يستطيعوا تحديث بياناتي ويظهروا اني من الناس اللذين من نشط ”تحصينه“، رغم التواصل معهم، لاكثر من مرة وتسجيلي بلاغا عن هذا الخلل، الذي رغم فردانيته «اي ربما اكون انا الشخص الوحيد الذي حدث له ذلك»، إلا انه مؤشر على ان هناك علة أو خلل ما في نقل المعلومات من مصادرها الرسمية الى تطبيق توكلنا الذي اصبح مرجعا رسميا لكافة المعلومات الشخصية من جميع الوزارات. والتأخر في معالجة هذه الحالة الفردية يجب ان تكون رسالة للقائمين والمطورين لهذا التطبيق في ان هناك احتمال لحدوث خلل او خطأ في نقل المعلومة قد تسبب لصاحبها مشكلة أو صعوبة، يكون حلها اكثر صعوبة منها.

بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…