تخيل.. صار اللي ما قد صار!
ونتر وندرلاند «أرض العجائب»، مدينة الألعاب الضخمة والمميزة جاءت بنفسها من لندن للرياض. هي مدينة شعارها: «العب حتى تتعب». تتنوع فيها الألعاب فمن إصابة الأهداف للحصول على دب من الفرو حتى ألعاب الإثارة المرعبة لمَنْ يمتلكون قلباً قوياً. زرنا فيها حديقة الثلج ورأينا طائر البطريق اللطيف، الذي تمنيت أخذه معي للمنزل. ثم تزلجنا في صالة التزلج وارتطمت بالأرض كثيراً قبل أن أتقن التزلج. استمتعنا كثيراً في المدينة، التي تنتشر فيها المقاهي والمطاعم، وتستمر فيها العروض البهلوانية المختلفة طوال اليوم.
في طفولتي زرت مملكة الأسود في بومباي الهند، ولم تغادر ذاكرتي منذ تلك اللحظة، فتجربة أن تكون أنت مَنْ في القفص والحيوانات هي الطليقة تعيش حياتها بشكل طبيعي، هي تجربة مذهلة. أخيراً لن أحتاج للسفر للهند لأعيش تجربتي المفضلة وبشكل أجمل لأنها أصبحت موجودة في سفاري الرياض. فيلة، نعام، غزلان، طيور مختلفة، حيوانات أليفة وغيرها شرسة دربت لتكون أليفة وودودة مع زوار السفاري.
ولأننا نعيش في أمن وأمان في هذا الوطن العظيم، أدامها الله علينا من نعمة، لذلك لم نجرب الحروب وصوت القذائف والمدافع وصفارات الإنذار والقتال. ولمَنْ يحب الإثارة ورفع الأدرينالين، ففرصته لتجربة ذلك في جو آمن تماماً هي في كومبات فيلد، الذي تحاكي واقع الحروب. لقد عشنا رحلة على مر العصور حيث بدأنا بمنطقة العصور الوسطى، ثم منطقة الريف الغربي «الكاوبوي» ثم حرب السيوف وطورنا مهارتنا القتالية مع تطور العصور. في منطقة بارود، تعرفنا على تاريخ الأسلحة وجربنا إطلاق النار في ميادين الرماية.
أما في منطقة المربع، فيتم استقبالك بالقهوة العربية والبخور والأشجار المضيئة والناطقة. نعم أشجار ناطقة ترحب بك وتتحدث معك. منطقة راقية جهزت بالأشجار ومجسمات الحيوانات المضيئة وبأجمل الديكورات لقضاء سهرة ممتعة تحت ضوء القمر وتناول وجبة من أي من المطاعم والمقاهي العالمية الموجودة في المنطقة. ومن المهم أن نذكر وجود المتحف الوطني السعودي هناك، وهو من أشهر المتاحف الوطنية، حيث يعرض تاريخ تطور شبه الجزيرة العربية على جميع الأصعدة ويسرد حضارة المملكة وماضيها العريق.
في اليوم التالي، أردنا رفع هرمون السعادة لذلك توجهنا لمتحف السعادة في واجهة الرياض. ولم تكن سعادتنا لتكتمل لو لم نزر حافة العالم في سلسلة جبال طويق، ونتعرف على عظمة الخالق المتجسدة في بديع خلقه. بعد ذلك توجهنا لقصر المصمك التاريخي، الذي كان الاستيلاء عليه بمثابة وضع حجر الأساس لتاريخ المملكة.
من حسن حظنا أن يبدأ مهرجان الجنادرية الشهير ونحن ما زلنا في الرياض. المهرجان الذي يفوح منه عبق الماضي وأصالته. أخذنا جولة في المهرجان، الذي كان يستعرض عادات وتقاليد مختلف مناطق المملكة.
لقد درنا العالم ونحن في مكاننا ومهما وصل خيالك.. تخيل أكثر.. فأنت في الرياض..!