حب الحسين أجنني!!
طلع الشيخ حسن الصفار - يحفظه الله - في إحدىٰ خطبه العاشورائية، بمقطع انتشر انتشار النار في الهشيم، قال فيه:
مع الأسف، يتفاخر بعض الناس، بتجاوز العقل؛ يتفاخر[أحدهم] بالجنون؛ يقول: أنا مجنون الحسين!!
رأيت في العراق موكبًا يرفع عنوان «مجانين الحسين»، بينا يقوم الدين على العقل؛ فكيف يكون الجنون شعارًا لأتباع الدين؟!
إن هذه الجماعة تستند إلىٰ عابس بن أبي شبيب الشاكري - سلام الله عليه - وهي: حب الحسين أجنني.
أتصح هٰذه المقولة؟!
لا أصل لهٰذه المقولة!!
انتهىٰ كلام الشيخ، متصرفًا فيه، دون إخلال بمعناه. فراجعه - إن شئت - واسمعه؛ فإنه مقطع متداول، في الداخل والخارج.
وقد رد عليه كثيرون بعضهم من أصدقائي، كسماحة الشيخ محمد المناميين، وبعضهم من المجازين بالاجتهاد، كالشيخ قاسم إلقاسم، والشيخ زهير إلدرورة، والشيخ نزار إلسنبل.
وكل هٰؤلاء من أحبتي.
وقد أخطأ سماحة الشيخ الصفار خطأً كبيرًا في خطبته تلك، وليس الشيخ بمعصوم.
ولٰكن أين أخطأ الشيخ؟!
لقد كان الشيخ في محاضرته يؤصل للعقل والتعقل، واستطرد ومر مرورًا سريعًا بما مر بك ذكره.
لقد أخطأ الشيخ - وهو الخبير - بأن نفىٰ هٰذه المقولة، بين ظهراني أناس لما يستفيقوا من سبات عميق أسبتهم إياه التيار الإخواني الذي عمل علىٰ التفريق بين السنة والشيعة، وبين السنة أنفسهم، والشيعة كذٰلك.
ولقد أحسن ولاة الأمر صنعًا، بمحاسبة هٰذه التيارات الإخوانية التي مزقتنا تمزيقًا، وفرقتنا تفريقًا.
لقد أخطأ الشيخ بمروره السريع بهٰذه المقولة ونفيها، وبيننا من يريد الإبداع والافتنان والافتتان، بما لعله يمر علىٰ نحو قصد التقرب إلى الله تعالىٰ: من شعائر متجددة.
سماحة الشيخ حسن الصفار...
لقد عهدتك من محبي التجديد؛ فلم تمنع من التجديد والإبداع عندما تصل إلى الشعائر وقد قال تعالىٰ: ﴿ذٰلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾؟!
يا بن الملا موسى بن الشيخ رضي الحسينيين حتى النخاع؛ لم تخرج مما كان عليه سلفك الحسينيون وتحارب الحسين صلوات الله عليه؟!
هٰذا لا يقبل منك، وأنت خطيب ابن خطيب ابن عالم.
لم لا تعود إلىٰ رشدك وصوابك - هدانا الله وإياك - وتنقل كل ما في منتخب الطريحي وشجرة طوبىٰ والمجاميع التي منها مجاميع جدتي أم علوي نجيبة بنت السيد رضي المسحر وسعدة بنت حجي مكي الطراح الملاية الكبيرة؟!
يا شيخ حسن!!
صوتك جميل، وأنت متمكن من جميع الأطوار الحسينية، ونحن مستعدون لتقرأ عندنا في عشرة محرم الحرام - وحدها - بمليون ريال، شرط ألا تعرض لما ألفينا عليه آباءنا، وإنا علىٰ آثارهم مقتدون مهتدون.
سماحة الشيخ...
لكل امرئٍ من دهره ما تعودَا
كما تعلم وتحفظ.
فلم تشغب علينا أنت وصاحبك الشيخ علي آل محسن؟!
سماحة الشيخ...
إن هٰذه المقولة لم يعثر عليها - حتى الآن - في مطبوع أو مخطوط؛ ولٰكنها موجودة قطعًا، وقد تلفت كثير من المخطوطات، كمخطوطات جدتي أم علوي نجيبة، وأمها سعدة، ولسوف نخرج مخطوطات قديمة أخرىٰ، وندمغك بالحجة والبرهان، فانتظرنا ولا تعجل علينا.
ألم تعلم أن الناس في جلجلة والعروس تمبىٰ رجل كما قال صديقي: الشيخ محمد المناميين؟!
ألم تعلم أن البنات يقلن: ياي!! هالفستان يجنن!! كما أفاد وأفاض الشيخ نزار إلسنبل؟!
ألم تعلم...؟! ألم تعلم...؟! ألم تعلم...؟!
عد إلىٰ رشدك، واحفظ من شجرة طوبىٰ والفخري، وإلا فسوف نبقيك في دائرة المنحرفين، ولن نأخذ منك ديننا، كما قال صديقي: الشيخ قاسم إلقاسم.
إخوتي وأخواتي!!
إن سماحة الشيخ - حفظه الله تعالىٰ - من أعلم الناس بالحقيقة والمجاز؛ ولٰكنه خشي من الدعوة إلىٰ تغييب العقل، ومن أن نكون من رواة العلم، لا من رعاته، علىٰ ضد ما أراده لنا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - ليس إلا.
وقد خشي الشيخ علينا، من أن نستعمل المجاز استعمال الحقيقة، ونكون أشد سلفية من السلفيين أنفسهم!!
احضروا مجلس الشيخ، وليحضر الشيخ مجالسكم؛ فلستم أكثر ولاءً من الشيخ، وليس الشيخ أشد منكم ولاءً، واخزوا ابليس؛ أقول بس!!
