آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

اشتقاقات وارتجالات «1»

زكي بن علوي الشاعر

هٰذه سلسلة أتناول فيها كلمات مشهورة في القطيف وغيرها، لا يعرف معانيها وأصلها أكثرنا، أو يتمسك بعضنا بأخبار وقصص يرويها عمن أدركه من الشيوخ والعجائز، أو يلجأ إلىٰ ما انفتح عليه من هرطقات المستشرقين.

وقد أعملت فيها الاشتقاق الأعم من الاشتقاق التصريفي المعروف ب «الاشتقاق الصغير»، وأبيت أن أعدها من المرتجلات، وأبىٰ غيري إلا أن تكون مرتجلة، فلا ينظر في معانيها، ولا يشتقها، ولا يقول لها بأصل؛ بل يأخذ بها كما هي، وبما دلت عليه عند الناس في أيامنا هٰذه، ومن أولٰئك العلماء: سيدي الوالد: سماحة الشيخ عبد الله الخنيزي، وسماحة آية الله: الشيخ مهدي المصلي، وسماحة العلامة: الشيخ منصور الجشي، وغيرهم.

ومنهم من كان بين بين، كسماحة آية الله: الشيخ علي آل محسن؛ إذ يقول: لا نعمل شيئًا من الاشتقاق إلا بدليل وبرهان يشهده الآخذ به، كما يشهد الشمس.

ولم يوافقني من العلماء والمفكرين واللغويين ممن كلمتهم في هٰذا الموضوع إلا قليل، منهم سماحة العلامة: الشيخ المرتضىٰ من آل سليس.

وأقول لمشايخنا الكرام الذين أبوا إلا البرهان:

إن هٰذا القول منكم إعمال لما لا يُعمل إلا في العقائد، وأنتم لا تعملون به - بالصورة التي دعوتم إلىٰ مثلها - في استنباطاتكم الفقهية، وأين أنتم من أوهام النحاة في تقدير العوامل وافتراض الصيغ الباطنة في الميزان الصرفي؟! وأين أنتم من أوهام كثير من اللغويين؟!

إن أبيتم إلا القول بالارتجال، فاعمدوا إلىٰ نظرية العامل، فاهدموها أو حجموها، وقللوا من شأنها، وكذٰلك في التصريف واللغة؛ اعملوا بالأخذ بالصحيح من الأسانيد، وبالبراهين القطعية؛ وأنىٰ لكم ذٰلك؟!

القول في اللغة نحوًا وتصريفًا واشتقاقًا أيسر وأسهل مما تدعون إليه،

والقول بالارتجال فيه مغالطة؛ إذ ليس كل من ارتجل لا يدرك معنًى لما أطلقه من لفظ ومصطلح.

أدعوكم - علماءنا الأعلام - إلىٰ إعادة النظر، ومزيد من التأمل، وأرجو ألا تقولوا: لا نهتم بمثل هٰذه القضايا؛ إذ إنها لا تقع في طريق استنباط الحكم الشرعي!!

في الحلقة القادمة، أعرض - إن شاء الله تعالىٰ - لاشتقاق الكلمات التالية:

تاروت، سنابس، سيهات، وهي من المناطق.

التقق، الجرندة، الجشي، الخنيزي، سليس، الغمغام، الهنقامة، وهي من الأسر.