أين شعراء القطيف من سحرِ البيان في مدحِ النبيّ محمد؟!
سمَّى النبيُّ محمّد صلى الله عليهِ وآله بعضَ البيانِ سحرا، لأن صاحبه يوضح الشيء ويظهره ويكشف عن حقيقته، بحسنِ بيانهِ وبديعِ عباراته، فأين شعراء القطيف من هذا البيان - السَّاحر - في مدح النبيّ محمّد صلى الله عليهِ وآله؟ أعتقد أن عليهم أن يغوصوا أكثر في أعماق البيان، فلا يكون أحمد شوقي ولا البوصيري ولا الحلي - ولا غيرهم من الشعراء - أكثر سحرًا في مدحه منهم!
ما الشَّاعر - ذكرًا أم أنثى - لولا صوره الإبداعيَّة وخياله الواسع؟ وفي القطيف من هذا الصِّنف كثير من الرِّجال والنساء، وهم في حال أرادوا مدحَ النبيّ محمّد صلى الله عليهِ وآله، غير محتاجين للصور الخيالية، لأنَّ في واقعهِ الكماليّ وسيرتهِ وصفاتهِ ما يكفي. إذا لم يمدح الشَّاعر النبيَّ محمّد صلى الله عليهِ وآله جاءَ ديوانُ شعره في الدنيا فارغًا من الجمالِ والكمال، وديوان أعماله يومَ القيامة قليل الحسنات.
لا ترفعوا دواوينكم مليئةً بالغزلِ في سلمى وليلى وجيران ذي سلم، فإن نور محمد ﷺ أسمى وأجدر أن يُمدح ويقال فيه أروع القصائد والمعلقات. كثيرًا ما ينسج الشعراء قصائد بمناسبة - ودونَ مناسبة - فقط لأن فكرةً صعدت إلى أذهانهم، فصاغوهَا شعرًا ونظما! إذًا، كيف يفوتهم الإكثار من مدحِ النبيّ محمّد صلى الله عليهِ وآله؟!
هذه أفضل الأيام والليالي لكم أيها الشَّعراء، حلقوا في سماءِ الشعر وامدحوه. بهذه القصائد تبنونَ لكم بيوتًا وقصورًا في الجنة. في مثل هذه الليلة - السَّابع عشر من شهرِ ربيعٍ الأول - بين الطلوعين طلعَ نورُ محمّد صلى الله عليهِ وآله. فإذا ما عجز النَّظمُ أن يقول والبنان أن يكتب، فلا يعجز القلب أن يفرح واللسان أن يصلّي عليهِ وآله!
لكم - جميعًا - التَّهاني الدائمة في القلب، بهذه المناسبة. وتعود عليكم في السَّنوات والأعوام القادمة، وأنتم بإذنِ الله تجدونَ فرحًا وبهجةً أكبر وعناءً وتعبًا أخفّ وأهون.