آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

الكتابة خدعة أم فن؟!

سوزان آل حمود *

الكتابة هي التعبير عما يدور في داخلك وإخراجه بناء على دوافع وأسباب وغايات الآخرين، لذلك فالطريق يحتوي من الصعوبات ما يجعل السير فيه شاقاً ولكنه ليس مستحيلاً، والقاعدة الأم هي القراءة، وشرطها الأساسي الشغف وهذه أول قدرة اكتسبها الإنسان، فمنذ أن وطأت قدماك الأرض وأنت تقرأ بعينيك وبأذنيك وبيديك وبعقلك وبمشاعرك وبوسائل آخرى كثيرة يدفعك الشغف والفضول لاستخدامها، وعليك أن تفهم وتحلل ما تقرأه باستمرار، وأن تخرج المفيد منه في قالب مناسب للآخرين، فتلك هي الكتابة.

يُقال أن الكلمات التي تُكتب تُأخذ بمعاني عديدة وأفكار لا مُتناهية لِ تُعبر وتعكُس شخصية الفرد وعقلِه ومُستوى تفكِيرة وما يمُر بِه فهذا في رأيك أمر بسيط!

فَ بِأي مُنحنى أخذتُه وفهِمتُه أنت؟

عنِي أنا..!!!

طالما أن الأمر بسيط فلماذا لا يكتب الجميع؟ ليس الجميع يحبون الكتابة! بل هناك أشخاص لا يحبون القراءة حتى! وليست هذه قضيتنا، ولكن ضوءنا هنا مسلط على من يحبون الكتابة وفي استطاعتهم تقديم الفائدة ولكنهم لا يكتبون لماذا؟

خُدعة الكاتِب فِي ميلان أقلامِة على الورق وإنسيابِها فِي عُمق قلبِة

ترجمة المشاعِر المركُونه فِي مُنحنيات قلوبِنا وتجاوِيف عُقولِنا تحتاج إلى خُدع لاتُرى، شفافة، غير واقِعيه لعالم القُرّاء، والمُثقفين

فقط الوحيد من يُكابِد معارِك الكاتِب وخُدعة وحُرُبِة.

هي أقلامِه ومِمحاتِها، وصُندوق أوراقِة

إلى العالم الخارِجي أجمع،

إلى البشر الذين يقتنون الكُتب رفِيقة إليهم على الدوام،

إلى الطُرق التي لاتسأم مِن إحتضان الكُتب على أرصِفتُها،

إلى رُفوف المكتبات

وإلى كُل مكان بِجوارِة، أو خلفِة، أو ينوي أن يقتني كتاب ما

رُفقاً بصفحات الكُتب..

رُفقاً بمشاعر الكاتِب والكِتاب

رُفقاً بدموع سقطت على أوراقِها ليالٍ طويله ولم تتضح لك إلا على هيئة نص بديع مليئ بما يجول بقلبك

رُفقاً بقلوب كاتِبيها الذي حولوا قلوبهم كِتاب مفتوح بين يديكم

طلب لطِيف، وغير مُعقد، وبِلا تكلُفة ولا عناء..

ضعوا الكُتب المخطوطة وِسادة مِن ريش تضعون رأسكم عليها قبل النوم وتختبِؤون بها حِينما تعصف بِكم الحياة وتجهلون طُرقِكُم

كُونو على ثقه بِأن مُرادِكم ليس بمكان غير هذا، صواب المشاعِر دائماً فِي أفواه من يُحارِبون الحُروف فِي تشكيلها..

هل عرفت الاجابة ام تحتاج الى تفسير آخر؟!

أنا لستُ الضوء الذي ينكسر

في مَد العتمة

ولا النزهة التي يمرّ بها الآخرين

قاصدين أمكنةً بعيدة

أنا الأفق الواسع الذي يمنحُ الحيّز

لإنتشار الضوء،

و الوجهة التي لا تصِلُ إليها

كل الخطُى الهزيلة

التي لا جدوى لها.

لذا الكتابة والكُتاب فنانون لكن

ٰ بَقي أَنْ نُطَالِب الكُتَّاب؛ بمُرَاجعة جَدوَى كِتَابَاتهم، وهَل هِي مُؤثِّرة ومُفيدَة؟، أَم أَنَّها فَقَط تَزيدُ مِن تَلوُّث الحِبر والأورَاق، وتُضيِّع أَوقَات الكَاتِبين؛ قَبل أَنْ تُضيِّع أَوقَات القَارِئين..؟!!

بامكانك ان تكون فنانا فيما تخطه لانه

لا يوجد أمر لا يمكن تعلمه؟! من المؤكد أن بعضنا يولد مع عطايا إلهية، ويتضح ذلك جلياً في المدراس، فهناك من يلتقط المعلومة التقاطا سريعاً بنباهة، وسرعة بديهة، بينما زملائهم الذين لا يقلون ذكاء، يستغرقون وقتا طويلا وجهدا كبيرا من المعلم لتوصيل المعلومة. لذا نحن ننتظر كُتاب عمالقة في الكتابة ولديهم شعور عالٍ برضا الذات؛ لأنهم عملوا كثيرا وتعبوا للوصول للهدف، ولم يكن ذلك سهلا يسيراً!