آخر تحديث: 26 / 12 / 2024م - 1:42 م

أولى كلمتين ساحرتين في الحياة: وصفة مضمونة لطولِ العمر!

المهندس هلال حسن الوحيد *

هل تذكرونَ أولى كلماتكم التي نَطقتم بها؟ لا أظن أنكم تتذكرون لأنكم كنتم صغارًا، لكنها هي الكلمات التي نطقَ بها أولادكم وبناتكم، وأحفادُكم: ماما وبابا! كلمتان أدخلتَا على قلوبكم البهجةَ والسّرور، سحرٌ عجيب، يفعل في الآباءِ والأمهات ما لا تفعله الألحانُ والموسيقى. تزداد هاتان الكلمتان عذوبةً وطراوة عندما تكبر الأمّ ويكبر الأب، وإن أصابهما تعديلٌ لغوي فالصبيّ والصبيّة لم يعودا طفلين: الآن ماما أصبحت أمّي، وبابا أصبحت أبي.

مهلًا، تقولونَ لي: أين يكمن طولُ العمر في هاتين الكلمتين؟ وأنا أقولُ لكم: طول العمر الذي نبحث عنه في الرِّياضة والأكل الصحي وجلّ أنواعِ الدواء - قد يكون أو لا يكون - لكن في بر الوالدين ضمانٌ ربّاني بطول العمر، وإليكم شذرات من وثيقة هذا الضمان:

عن النبي ﷺ: مَن سَرَّهُ أنْ يُمدَّ لهُ عمرهُ ويُبسط في رزقِهِ فَلْيصِل أبويهِ فإنّ صلتهما طاعةُ الله وليَصِلْ ذا رَحِمَهُ.

عن ميسر، قال، دخلنا على أبي جعفر عليه السَّلام ونحن جماعة فذكروا صلةَ الرّحم والقرابة، فقال أبو جعفر عليه السَّلام: أما أنه قد حضر أجلكَ غير مرة ولا مرتين، كل ذلك يُؤخر بصِلتك قرابتك.

عن أبي الحسن عليه السَّلام: إن الرجل ليكون قد بقي من أجله ثلاثون سنة فيكون وصولًا لقرابته وصولًا لرحمه، فيجعلها الله ثلاثة وثلاثين سنة، وإنه ليكون قد بقيَ من أجلهِ ثلاث وثلاثون سنة فيكون عاقًا لقرابته، قاطعًا لرحمه، فيجعلها الله ثلاثَ سنين.

حتى لا أكثر عليكم من هذا الضَّمان الذي جاءت فيه نصوصٌ كثيرة - عجيبة وغريبة - يمكنكم الاستزادة منها في مصادرها، فطوبى لمن حافظَ على هاتين الكلمتين ولم يتمرد عليهما ومن خلفهما، الأب والأم. وطوبى لمن حفظَ العهدَ بعد اختفاءِ الأب والأمّ من الدّنيا: ”ما يمنع الرّجل منكم أن يبرَّ والديه حيين وميتين، يصلي عنهما، ويتصدق عنهما، ويحجّ عنهما، ويصوم عنهما، فيكون الذي صنعَ لهما، وله مثل ذلك فيزيده الله عزّ وجل ببره وصلته خيرًا كثيرا“.

يبقى سؤال واحد يجول في الخاطر: لم يتمرد - بعض الأبناء والبنات - على هاتين الكلمتين، الأب والأم، بعد كلّ هذا الإحسان منهما إليه والضَّمان الرَّباني بالفوزِ بالجوائزِ القيِّمة؟ أنتم لستم إلا ورودًا أنبتته هاتين الشَّجرتين، وغذّته بكلّ حنوٍّ ومحبَّةٍ وشفقة!

مستشار أعلى هندسة بترول