ميلاد محمد أم ميلاد يسوع؟!
في البداية لسنا مع التفريق بين الأنبياء والرسل، فلكل مكانته، ولسنا مع التفريق بين الأديان، فالناس فيما يعتقدون مذاهب، ولكنني أرى أنّ هناك سبات ثقافي لدى الكثير من المسلمين، وواحدة منها، أن المسلم يتمسك بالتاريخ الميلادي للنبي عيسى، ويغض الطرف عن ميلاد نبيه الكريم، وهو يعتقد ويجزم أنّ المصطفى محمد خير الخلق وأشرفهم، فلماذا نستخدم التاريخ الميلادي اليسوعي ونترك التاريخ النبوي؟!
العجيب أنّ العصبية والتطرف تجرف بعض المسلمين لرجم الديانات الأخرى بأقدح الأوصاف فيرجم المسيحيين - مثلًا - بالكفر، وبأقدح النعوت ثم يختم مقالته بتاريخ عيسوي؟!، الهوية الإسلامية ضائعة، بل هناك غفلة وجهل مطبق في بعض الأحيان!
المسألة ترجع للتعود، لهذا ندعو لمراجعة العادات والموروثات وغربلتها، المضحك المبكي أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، عند بعض الطوائف الإسلامية بدعة، رغم أنّ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أقر بعض البدع - إن جاز التوصيف - وقال: ”نعمة البدعة هذه“، مشيرًا لاستحسان صلاة التراويح، فلماذا لا نشيع الابتسام وننشر السرور في ميلاد خير الأنام؟، هل حقًا أنّ الفرح بيوم ولادة خير البشرية بدعة؟!
المخزي أنّ البعض يفرح بيوم مولده ومولد أبنائه، وبالذكرى السنوية لأيامه السعيدة كيوم زواجه ويوم وظيفته وبذكر اليوم الوطني لبلاده، حتى إذا جاء الإستبشار بمولد خير الأنبياء إندلعت شنشنة أعرفها من أخزم، لا يستغرب أن وراءها مغرض، فلماذا نبارك للمسيحي يوم ميلاد يسوعه؟، ونتجاهل يوم ميلاد الحبيب؟
أليس الفرح بمولده المبارك قربه لله وله؟، أليست المحبة له واجبة؟، أفيقوا أمة الإسلام، ولا تشوهوا مقام الرسالة، يكفي نسبة والدي النبي بالكفر والضلال، وهذا إدعاء يحتاج لمزيد تمحيص، فالنبي خير البشر، ويحق لكل مسلم أن يفرح بميلاد نبيه.