صلوا على محمّد وباركوا له وخديجة.. غدًا يوم زواجهما!
قصّة زواج النبيّ محمّد صلّى الله عليهِ وآله من السيِّدة خديجة عليها السَّلام من أروعِ وأبدع قصصِ الحبّ والزَّواج، يطول المقامُ بسردها، أختصرها في جملٍ قليلة: أخذ حبُّ النبيّ الأكرم بمجامعِ قلبِ السيِّدة خديجة، فاشتاقت إلى رياضِ قربه، لما رأته من كمالِ خصالهِ وعِظَم شأنه، وكانَ بعد ذلكَ ما كانَ كما تعرفون. هكذا روته السير والتاريخ، لكن ربَّما هو - زواجٌ صُنع في السَّماء في كلِّ تفاصيله من ألفهِ إلى يائه.
انظروا إلى ثمرهِ كيف أثمر، وينعهِ كيف أينع! هكذا كل المشاريع الرابحة يكون سرّ نجاحها في جودةِ بذرتها، وبدَاعة خطتها. أزهرَ زواجُ محمدٍ وخديجة ثم أينعَ ثمرهُ بفاطمة وبنيها. قاسمته مالها وراحتها وسُلطتها في قريش، فبشرها الله ببيتٍ في الجنَّة من قصب لا صخبَ فيه ولا نَصب.
الآن، هل في هذا الزواج من دروسٍ لفتياتِنَا وفتياننا كي يدرِسوها؟ بلى، أحسنوا الاختيار، واصبروا على الحياة. ليست حياة الزَّواج في القشور، بل في اللبِّ والثمرة - الحبّ والإخلاص والعشرة المريحة والولد الصالح - وبعدها يكون كل شيء طيِّب بإذن الله.
أقول لكم ولنفسي، هذا الزَّواج وسيرة هذه الزَّوجة الرائعة - خديجة - لا يمكن الكتابة عنها في أسطر أو صفحات، لذلك يتوجب علينا في سائرِ الأيام أن نقرأ، ولو قليلًا، من تاريخِ هذه الحياة. ونحن مأخوذون بنماذج حياة المؤثرين والمشهورين - الفارغين - فأينَ نحن من نموذجِ حياةِ هذين الزوجين، وإن كان في بعضِ جوانبها؟!
خلاصة الفكرة: الزّواج أعظم مشروعٍ في حياتنا، كل المشاريع تثمر مالًا يفنى بعد موتنا، والزَّواج يثمر ولدا، يحملون ذكرنا وجينَاتنا بين طياتهم، لذلك علينا أن نبحثَ عن الشريكِ الأنسب في هذا المشروع. وبعدها لا يهم كم المهر، ومن يتقدم لخطبة من، ولا غيرها من السَّطحياتِ وقشورِ العاداتِ الاجتماعية!
ما عسى من ذكر هذا الزواج المبارك في اليوم - العاشرِ من ربيع الأول - سوى أن يباركَ لهذين الزوجين ويصلي عليهما وعلى أولادهما. ويدعو لكل من ينوي الزواجَ أن يباركَ اللهُ ما نوى - كما باركَ زواجَ محمدٍ وخديجة - وأن يعينَ الله ويسهل لمن أحبّ أن يتزوج ولم يستطع، لعلّ الله أن يجعلَ بعد عسرٍ يسرا!