كيف تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
سرطان الثدي من المشاكل الطبية التي تزداد يوما بعد يوم، ويبحث الأطباء جاهدين عن طرق لمنعها، ومن طرق منعها الإرضاع الطبيعي.
فعندما ترضع الأم طفلها فإن هذا يؤدي إلى ارتفاع معدل هرمون إدرار الحليب - البرولاكتين - في الدم مع كل رضعة يرضع فيها الطفل، مع بقاء معدله مرتفعا خلال الستة الأشهر الأولى من عمر الطفل إذا كانت الرضاعة حصرية - بمعنى أن الطفل لايتناول أي شيء غير حليب الأم حتى الماء، ويستثنى من ذلك الأدوية والفيتامينات - وهذا الهرمون يثبط عملية التبويض مما يؤدي إلى تقليل مستوى هرمون الأستروجين في الدم لمدة طويلة نسبيا، كما أن ذلك يجعل الأم لا تحتاج إلى تناول أدوية منع الحمل الهرمونية ويعتقد العلماء أن هذا مما يقلل احتمالية إصابة الأمهات المرضعات بسرطان الثدي.
أضف الى ذلك أن الحمل والإرضاع يعملان على تجديد خلايا الثدي، ومن ثم التخلص من الخلايا التي قد تحتوي على تغيرات جينية، مما يساهم في حماية الأم من سرطان الثدي.
ولقد أثبتت الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لمدة اثني عشر شهرا تقلل خطر إصابة الأم بسرطان الثدي بمعدل 26??، وخطر إصابتها بسرطان المبيض بمعدل 37??.
كما أثبتت الدراسات أنه كلما زاد مجموع وقت الإرضاع، قل خطر إصابة الأم بسرطان الثدي.
ولكن لابد أن نذكر أن هناك نوع من سرطان الثدي يدعى سرطان الثدي المتعلق بالحمل، وهو الذي تصاب به الأم أثناء الحمل أو لمدة سنة بعد الولادة.
و لأن الكثير من علامات سرطان الثدي قد تشبه مشاكل الإرضاع مثل التحفل وانسداد قنوات الحليب والتهاب الثدي، فقد يشتبه الأمر على الأم المرضع مما يجعل تشخيص سرطان الثدي عندها متأخرا.
ومع أن الدراسات أثبتت أن نتائج علاج هذا النوع من سرطان الثدي مماثلة للأنواع الأخرى التي تشخص بنفس الدرجة والمرحلة إلا أن الأم المرضع والطاقم الطبي الذي قد يلتقي بالأم لابد أن يكونوا حذرين، فإذا عانت الأم من تورم لا يتحسن بالعلاج بعد 72 ساعة أو عانت من التهاب الثدي الذي لم يشفى بعد أخذ المضاد الحيوي المدة الكافية، أو عانت من تكرار انسداد قنوات الحليب أو التهاب الثدي في نفس المكان من الثدي، فلابد من عمل التحاليل والأشعة اللازمة للتأكد من أن الأم غير مصابة بسرطان الثدي.
فإذا أصيبت الأم بسرطان الثدي أثناء الحمل، فإن الدراسات أثبتت أن إنهاء الحمل للبدأ بالعلاج لا يزيد نسبة شفاء الأم ولكن لابد من التعامل مع كل حالة على حدى، وأن يكون مثل هذا القرار قرارا مشتركا بين الأم والأطباء المعالجين.
أما إذا شخصت الأم بسرطان الثدي أثناء الارضاع فإنه لا مانع من أن تستمر الأم بإرضاع طفلتها حتى البدأ بالعلاج الكيميائي، ولا يشكل هذا أي خطر على الطفلة، كما أنه لايزيد من احتمالية اصابتها بسرطان الثدي في المستقبل.
ولا تستطيع الأم الإرضاع أثناء العلاج الكيميائي إلا أنه يمكنها إعادة الإرضاع بعده إذا كان نوع سرطان الثدي عندها لا يتأثر بالهرمونات.
أما بالنسبة للعلاج الإشعاعي، فينصح بعض الخبراء بالتوقف عن الإرضاع من الثدي الذي يتعرض للإشعاع، وذلك لأن أعراض التحسس من الإشعاع قد تزداد مع الرضاعة الطبيعية، كما أن كمية الحليب قد تقل بسبب الاشعاعات ولكن يمكن للأم الارضاع من الثدي الآخر والذي لا يحتاج إلى الإشعاع، ولا يشكل هذا أي خطر على الأم أو الطفل.
الأم هي سر الحياة لمولودها، فعنايتها بنفسها جزء من عنايتها بطفلها، فكوني عزيزتي الأم على حذر، وقومي بالفحص المنزلي، ولا تترددي بمراجعة الجهات المختصة إن لزم الأمر.